ﻘﻮﺓ ﻣﺤﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﺕ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﺗﻨﺎﻇﺮﻳﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺎ .
- • ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﺄﻣﻠﺔ ﺧﻀﻮﻋﻪ ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ . ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻣﻨﻬﺠﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﺷﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ .
- • ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺧﻀﺎﻋﻪ ﻭﺗﻜﻴﻴﻔﻪ . ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻮﺭﻳﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺛﻤﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺮﺍﺗﻴﺒﻬﺎ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ .
- ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ
- ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ... ﺇﻟﺦ، ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻈﻞ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻒ، ﺫﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﻻ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ... ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺳﻴﺮﻩ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﻭﺷﻐﻠﻬﺎ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻞ ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ، ﻭﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺮ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ .
- ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﺑﺎﻟﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ . ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ . ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﺀ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻟﻦ ﺗﻮﺭﻳﻦ :
- " ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻫﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺃﻱ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ، ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻧﺪﻋﻮﻫﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ."
- ﻫﻜﺬﺍ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺿﺒﻂ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺸﻤﻞ ﺭﻛﻨﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ .
ﺃﻭﻻ : ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ
ﻳﺘﺄﻟﻒ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻫﻲ :
- .1 ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ : ﻫﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺒﺮﺯ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺑﺮﺍﺯ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻟِﻤَﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ... ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ . ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺗَﺒﺎﻋُﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
- -2 ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ : ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻓﺘﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﻳﺘﻢ ﺍﻗﺘﻄﺎﻋﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ . ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻲ، ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻮﻻﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﻛﻴﻤﺎ ﻳﻌﺎﺩ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ .
- ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ .
- -3 ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ : ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩﻩ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻛﺎﻓﻴﺎ، ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ . ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ، ﻓﻌﻠﻴﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺃﺩﺍﺓ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ . ﻓﺒﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻭﻣﻼﺣﻈﺔ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ . ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﺎﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻻﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
- ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ : ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ . ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ... ﺑﻞ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ .
ﻭﺑﻤﺤﺘﻮﻯ ﺁﺧﺮ، ﻓﺎﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺻﺮﺍﻋﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ .
ﻣﻠﺨﺺ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ :
ﺃﻭﺟﺴﺖ ﻛﻮﻧﺖ ( ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺎﺗﻴﻜﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﺎ ــ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ )
ﻫﺮﺑﺮﺕ ﺳﺒﻨﺴﺮ ( ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ )
ﺃﻣﻴﻞ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ : ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ــ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻵﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻀﻮﻱ .
ﺗﻮﻧﻴﺰ : ( ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ )
ﺑﺎﺭﺳﻮﻧﺰ : ( ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﻭﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ( ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ، ﻧﻤﻂ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ، ﻧﻤﻂ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻬﺪﻑ )
ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ
ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ : ( ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ )
ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺎﺭﻙ : ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ، ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ، ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ، ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ
ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ : ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺎﺕ ــ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﺐ .
ﻗﺒﻠﻦ : ﺍﻹﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ، ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺣﺶ ، ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ، ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ
- • ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﺄﻣﻠﺔ ﺧﻀﻮﻋﻪ ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ . ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻣﻨﻬﺠﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﺷﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ .
- • ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺧﻀﺎﻋﻪ ﻭﺗﻜﻴﻴﻔﻪ . ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻮﺭﻳﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺛﻤﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺮﺍﺗﻴﺒﻬﺎ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ .
- ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ
- ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ... ﺇﻟﺦ، ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻈﻞ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻒ، ﺫﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﻻ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ... ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺳﻴﺮﻩ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﻭﺷﻐﻠﻬﺎ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻞ ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ، ﻭﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺮ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ .
- ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﺑﺎﻟﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ . ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ . ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﺀ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻟﻦ ﺗﻮﺭﻳﻦ :
- " ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻫﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺃﻱ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ، ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻧﺪﻋﻮﻫﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ."
- ﻫﻜﺬﺍ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺿﺒﻂ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺸﻤﻞ ﺭﻛﻨﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ .
ﺃﻭﻻ : ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ
ﻳﺘﺄﻟﻒ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻫﻲ :
- .1 ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ : ﻫﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺒﺮﺯ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺑﺮﺍﺯ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻟِﻤَﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ... ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ . ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺗَﺒﺎﻋُﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
- -2 ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ : ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻓﺘﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﻳﺘﻢ ﺍﻗﺘﻄﺎﻋﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ . ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻲ، ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻮﻻﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﻛﻴﻤﺎ ﻳﻌﺎﺩ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ .
- ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ .
- -3 ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ : ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩﻩ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻛﺎﻓﻴﺎ، ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ . ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ، ﻓﻌﻠﻴﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺃﺩﺍﺓ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ . ﻓﺒﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻭﻣﻼﺣﻈﺔ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ . ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﺎﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻻﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
- ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ : ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ . ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ... ﺑﻞ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ .
ﻭﺑﻤﺤﺘﻮﻯ ﺁﺧﺮ، ﻓﺎﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺻﺮﺍﻋﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ .
ﻣﻠﺨﺺ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ :
ﺃﻭﺟﺴﺖ ﻛﻮﻧﺖ ( ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺎﺗﻴﻜﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﺎ ــ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ )
ﻫﺮﺑﺮﺕ ﺳﺒﻨﺴﺮ ( ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ )
ﺃﻣﻴﻞ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ : ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ــ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻵﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻀﻮﻱ .
ﺗﻮﻧﻴﺰ : ( ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ )
ﺑﺎﺭﺳﻮﻧﺰ : ( ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﻭﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ( ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ، ﻧﻤﻂ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ، ﻧﻤﻂ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻬﺪﻑ )
ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ
ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ : ( ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ )
ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺎﺭﻙ : ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ، ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ، ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ، ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ
ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ : ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺎﺕ ــ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﺐ .
ﻗﺒﻠﻦ : ﺍﻹﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ، ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺣﺶ ، ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ، ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ