| صادقيات
• ندبة الإمام الصادق عليه السلام!
روى الشيخ الطوسي [المتوفى ٤٦٠] بسنده عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وداود بن كثير الرقي وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب ، وعليه مسح خيبري مطرف بلا جيب مقصر الكمين ، وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحرى ، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغير في عارضيه وأبلى الدمع محجريه ، وهو يقول :
« سيدي غيبتك نفت رقادي ، وضيقت علي مهادي ، وابتزت مني راحة فؤادي ، سيدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الابد وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد ، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني وأنين يفشا منصدري».
قال سدير: فاستطارت عقولنا ولها ، وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل ، فظننا أنه سمت لمكروهة قارعة ، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا : لا أبكى الله عينيك يا بن خير الورى من أية حادثة تستذرف دمعتك ، وتستمطر عبرتك ؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟ .
قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد منها خوفه فقال :
« ويكم إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا والمنايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام ، وتأملت فيه مولد قائمنا عليه السلام وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينه ، وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله عزوجل : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) يعني الولاية ، فأخذتني الرقة ، واستولت علي الاحزان.. »
كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص١٦٧-١٦٩ ، ط: مؤسسة المعارف الإسلامية ١٤١١هـ ، ورواها الشيخ الصدوق بكتابه كمال الدين وتمام النعمة.
• ندبة الإمام الصادق عليه السلام!
روى الشيخ الطوسي [المتوفى ٤٦٠] بسنده عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وداود بن كثير الرقي وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب ، وعليه مسح خيبري مطرف بلا جيب مقصر الكمين ، وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحرى ، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغير في عارضيه وأبلى الدمع محجريه ، وهو يقول :
« سيدي غيبتك نفت رقادي ، وضيقت علي مهادي ، وابتزت مني راحة فؤادي ، سيدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الابد وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد ، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني وأنين يفشا منصدري».
قال سدير: فاستطارت عقولنا ولها ، وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل ، فظننا أنه سمت لمكروهة قارعة ، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا : لا أبكى الله عينيك يا بن خير الورى من أية حادثة تستذرف دمعتك ، وتستمطر عبرتك ؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟ .
قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد منها خوفه فقال :
« ويكم إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا والمنايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام ، وتأملت فيه مولد قائمنا عليه السلام وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينه ، وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله عزوجل : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) يعني الولاية ، فأخذتني الرقة ، واستولت علي الاحزان.. »
كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص١٦٧-١٦٩ ، ط: مؤسسة المعارف الإسلامية ١٤١١هـ ، ورواها الشيخ الصدوق بكتابه كمال الدين وتمام النعمة.