| ابن الحسين • Ibn Alhussein | dan repost
• تقصير أم ماذا .. ؟!
من الأمور الواضِحة هي تقصيرنا تجاه أحاديث النَّبِي وأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين ، وعدم نشرها وبيّانها للنّاس بصورة واضحة سهلة ، وقد حثّوا عليهم السلام على تعلم كلامهم ، وبذله لمن يستحقّه وكتمانه لمن لا يستحقّه .
روى الصدوق بسنده عن صالح الهروي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، فقلت له : وكيف يُحيي أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلّمها الناس ، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا »[١]
يحدثنا الشيخ مرتضى المطهري عن حادث حصل معه :
« إنَّ أحد كتَّاب إيران المعروفين ، والذي لم يكن في أوائل أمره يدين بأي دين ، ولكنَّه - على أثر قراءته لبعض كتبي التي نشرتها - اتصل بي وأظهر بعض الميل نحو أفكاري ، قال لي يوماً : إنَّه يقوم بترجمة كتاب في حكمة الأديان ، أي الحكمة الموجودة في كل دين من الأديان ، وإنَّ في الكتاب أقوالاً كثيرة عن شخصيات جميع الأديان ، ولكنَّه عندما يصل إلى النبي الكريم لا يذكر سوى بضع كلمات قصار.. ولما كانت ترجمته حرة ، فقد ارتأى أن يزيد من تلك الكلمات . وقال : إنَّه قرر أن يزيد مئة آية من القرآن ، ومئة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله ومئة كلمة من كلمات الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، مستعيناً بترجمة القرآن وكتاب نهج البلاغة .
ولكنَّه فيما يتعلق بالأحاديث الشريفة لم يعثر على ترجمة فارسية ، فطلب منِّي أن أختار مئة حديث شريف وأترجمها له ، لكي يصوغها هو بحسب أسلوبه ويدرجها في الكتاب ، فاخترت - كما أراد - مئة حديث شريف وترجمتها وقدمتها إليه ، فأدرجها في ترجمته لكتاب « حكمة الأديان » ، والتقيت به بعد ذلك بزمن وسألني : أحقاً كانت تلك الأقوال ممَّا قاله نبينا ؟ والله ما كنت أدري ذلك ؟ مع العلم أنَّ هذا الرجل من كبار أدبائنا ، وممَّن له وزنه في المحافل الأدبية الخارجية ، وعندما يدور الكلام حول أدباء من الدرجة الأولى فلا بدَّ أن يكون هو من بينهم .
إنّه كان حسب قوله من السادة الذين ينتمون إلى رسول الله صلى الله عليه واله نسباً وأنَّه قضى حياته بين الكتب ، ولكنَّه مع ذلك لم يصل إلى علمه أنَّ لنبينا أقولاً مثل تلك ، وأردف قائلاً : إنَّني الآن أرى أنَّ أقوال نبي الإسلام تفضل على أقوال الأنبياء الآخرين ، وهي أعمق كثيراً وأغنى بالمعاني .
فلماذا نكون - نحن المسلمين - مقصرين إلى هذا الحد ، بحيث أنَّ أحد أدبائنا - وهو مقصر أيضاً بالطبع - لا يدري أنَّ لنبينا أقولاً حكيمة! »[٢] .
____________________
[١] عيون أخبار الرضا ج١ ص٤٢٢ ، ط: الأولى ١٤٣١ هـ ، لـ مؤسسة آل البيت .
[٢] السيرة النبوية « ضمن مجلد محمد وعلي ، النبي والإمام » للشيخ مرتضى مطهري ص١٧ ط : دار الإرشاد .
من الأمور الواضِحة هي تقصيرنا تجاه أحاديث النَّبِي وأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين ، وعدم نشرها وبيّانها للنّاس بصورة واضحة سهلة ، وقد حثّوا عليهم السلام على تعلم كلامهم ، وبذله لمن يستحقّه وكتمانه لمن لا يستحقّه .
روى الصدوق بسنده عن صالح الهروي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، فقلت له : وكيف يُحيي أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلّمها الناس ، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا »[١]
يحدثنا الشيخ مرتضى المطهري عن حادث حصل معه :
« إنَّ أحد كتَّاب إيران المعروفين ، والذي لم يكن في أوائل أمره يدين بأي دين ، ولكنَّه - على أثر قراءته لبعض كتبي التي نشرتها - اتصل بي وأظهر بعض الميل نحو أفكاري ، قال لي يوماً : إنَّه يقوم بترجمة كتاب في حكمة الأديان ، أي الحكمة الموجودة في كل دين من الأديان ، وإنَّ في الكتاب أقوالاً كثيرة عن شخصيات جميع الأديان ، ولكنَّه عندما يصل إلى النبي الكريم لا يذكر سوى بضع كلمات قصار.. ولما كانت ترجمته حرة ، فقد ارتأى أن يزيد من تلك الكلمات . وقال : إنَّه قرر أن يزيد مئة آية من القرآن ، ومئة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله ومئة كلمة من كلمات الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، مستعيناً بترجمة القرآن وكتاب نهج البلاغة .
ولكنَّه فيما يتعلق بالأحاديث الشريفة لم يعثر على ترجمة فارسية ، فطلب منِّي أن أختار مئة حديث شريف وأترجمها له ، لكي يصوغها هو بحسب أسلوبه ويدرجها في الكتاب ، فاخترت - كما أراد - مئة حديث شريف وترجمتها وقدمتها إليه ، فأدرجها في ترجمته لكتاب « حكمة الأديان » ، والتقيت به بعد ذلك بزمن وسألني : أحقاً كانت تلك الأقوال ممَّا قاله نبينا ؟ والله ما كنت أدري ذلك ؟ مع العلم أنَّ هذا الرجل من كبار أدبائنا ، وممَّن له وزنه في المحافل الأدبية الخارجية ، وعندما يدور الكلام حول أدباء من الدرجة الأولى فلا بدَّ أن يكون هو من بينهم .
إنّه كان حسب قوله من السادة الذين ينتمون إلى رسول الله صلى الله عليه واله نسباً وأنَّه قضى حياته بين الكتب ، ولكنَّه مع ذلك لم يصل إلى علمه أنَّ لنبينا أقولاً مثل تلك ، وأردف قائلاً : إنَّني الآن أرى أنَّ أقوال نبي الإسلام تفضل على أقوال الأنبياء الآخرين ، وهي أعمق كثيراً وأغنى بالمعاني .
فلماذا نكون - نحن المسلمين - مقصرين إلى هذا الحد ، بحيث أنَّ أحد أدبائنا - وهو مقصر أيضاً بالطبع - لا يدري أنَّ لنبينا أقولاً حكيمة! »[٢] .
____________________
[١] عيون أخبار الرضا ج١ ص٤٢٢ ، ط: الأولى ١٤٣١ هـ ، لـ مؤسسة آل البيت .
[٢] السيرة النبوية « ضمن مجلد محمد وعلي ، النبي والإمام » للشيخ مرتضى مطهري ص١٧ ط : دار الإرشاد .