وقريب من أبوة النسب: أبوة العلم.. فمن أخذ بيدك يوم "طفولتك" العلمية، ودلّك سبيل العلم وأرشدك، وسكب عليك من عقله؛ كان مشابها لأب النسب من صبره عليك طفلا وإعانتك شابا.. وحقه أن يبرّ ويشكر. وإن شب المرء عن طوقه وذهب إلى مذهب يباينه، ورأي يخالفه فلا أقل من حفظ الفضل الأول ومنّته.. وقريب مما وقع مع ابن أبي الصلت مع ابنه الذي بث ما يجده عليه في أبياته هاته: يقع فيه طلاب المعرفة مع معلميهم الأوائل، الذي كان لهم ما كان، فإن زاد علمه واتسع، عاد عليه بالذم وجحد الفضل، و"العقوق" المعرفي، والله المستعان.
*الصورة منقولة.
*الصورة منقولة.