😊من جنايات النحو 🙂
قبلَ يومين، بينما أنا على رأسِ عملي، قالتْ لي إحدى الزميلات: يا نبيلَ، أعطني التقاريرَ كي أعطيَها للمدير.
فقلتُ لها: حاضر، لكنْ؛ ضُمّي نبيلَ أوّلاً، فالمنادى يجبُ ضمُّه هٰهنا، وقد كانت زميلتي لا تعلمُ الإعرابَ ولا المنادى، فذهبتْ واشتكتني لمديرِ العمل، الذي لم يكتفِ بطردي، بل اتصَّلَ على مديرِ المباحثِ، وسلَّمني إليهِ بتهمةِ التحرشِ بإحدى الموظّفات.
أخذتني الشرطةُ، وبعدَ ألفِ صفعةٍ على وجهي، وألفِ لكمةٍ على أنفي، انتهى دوامُ عساكرِ الصباح، الذينَ كلّما قلتُ لهم: قصدّتُ أن تَضُمَّ اللام، لا أنا!! زادوا في قوةِ الصفعة.
جاء عساكرُ المساء، وكانَ في مقدمتهم رجلُ علمٍ مُبحرٌ في كل شيء، فسألني: ما تهمتُك يا أيها النبيلُ! وأشبعَ اللامَ فظهرتْ واواً.
فقلتُ: جاءَ الفرج!
ردَّ سريعاً: أيُّ فرجٍ؟ ومكتوبٌ في سجلّكَ أنَّك متحرشٌ بسكرتيرةِ الموظف!
أجبت: يا عسكريَّ، إنني..
فقاطعني: بل يا عسكريُّ.
فقلتُ له: تهمتي هي تهمتُك، أنَّني صحَّحت خطأً لُغَوياً لإحداهُنَّ ، فظنَّتهُ تحرُّشاً، وسردّتُ له القصَّةَ مفصَّلة، ثم أردفتُ: ها أنا بين يديك، وها قد علمتَ حكايتي، فاحكم بحكمِ الله، وبرجاحةِ عقلِ عُمر، لا بحكمِ الجاهلين.
أخذني الشرطيُّ، ومن حسنِ حظي أنَّه كان برتبةِ ضابط، فخلَّصني من القيود، ولم يكتفِ بذلك، بل أخذَ بي إلى مكانِ عملي في اليومِ التالي، وشرحَ قصَّتي لمديرِ العمل، الذي تبينَ لنا من خلالِ فكرهِ المحدود، أنه لم يجتزِ الثانويةَ العامة، وقدَّمَ اعتذاراً للموظَّفةِ بالنَّيابةِ عني، وفي نهاية الاجتماع ماعدت أنسى عبارةً باتت لاتُفارقُ سَمعَ عقلي:
(خاطبِ الناسَ على قدرِ عقولهم)، فالمخاطبُ يحكُمُ عليكَ بما وعاهُ عقلهُ، لا بما أردتَه أنت.)😊
قبلَ يومين، بينما أنا على رأسِ عملي، قالتْ لي إحدى الزميلات: يا نبيلَ، أعطني التقاريرَ كي أعطيَها للمدير.
فقلتُ لها: حاضر، لكنْ؛ ضُمّي نبيلَ أوّلاً، فالمنادى يجبُ ضمُّه هٰهنا، وقد كانت زميلتي لا تعلمُ الإعرابَ ولا المنادى، فذهبتْ واشتكتني لمديرِ العمل، الذي لم يكتفِ بطردي، بل اتصَّلَ على مديرِ المباحثِ، وسلَّمني إليهِ بتهمةِ التحرشِ بإحدى الموظّفات.
أخذتني الشرطةُ، وبعدَ ألفِ صفعةٍ على وجهي، وألفِ لكمةٍ على أنفي، انتهى دوامُ عساكرِ الصباح، الذينَ كلّما قلتُ لهم: قصدّتُ أن تَضُمَّ اللام، لا أنا!! زادوا في قوةِ الصفعة.
جاء عساكرُ المساء، وكانَ في مقدمتهم رجلُ علمٍ مُبحرٌ في كل شيء، فسألني: ما تهمتُك يا أيها النبيلُ! وأشبعَ اللامَ فظهرتْ واواً.
فقلتُ: جاءَ الفرج!
ردَّ سريعاً: أيُّ فرجٍ؟ ومكتوبٌ في سجلّكَ أنَّك متحرشٌ بسكرتيرةِ الموظف!
أجبت: يا عسكريَّ، إنني..
فقاطعني: بل يا عسكريُّ.
فقلتُ له: تهمتي هي تهمتُك، أنَّني صحَّحت خطأً لُغَوياً لإحداهُنَّ ، فظنَّتهُ تحرُّشاً، وسردّتُ له القصَّةَ مفصَّلة، ثم أردفتُ: ها أنا بين يديك، وها قد علمتَ حكايتي، فاحكم بحكمِ الله، وبرجاحةِ عقلِ عُمر، لا بحكمِ الجاهلين.
أخذني الشرطيُّ، ومن حسنِ حظي أنَّه كان برتبةِ ضابط، فخلَّصني من القيود، ولم يكتفِ بذلك، بل أخذَ بي إلى مكانِ عملي في اليومِ التالي، وشرحَ قصَّتي لمديرِ العمل، الذي تبينَ لنا من خلالِ فكرهِ المحدود، أنه لم يجتزِ الثانويةَ العامة، وقدَّمَ اعتذاراً للموظَّفةِ بالنَّيابةِ عني، وفي نهاية الاجتماع ماعدت أنسى عبارةً باتت لاتُفارقُ سَمعَ عقلي:
(خاطبِ الناسَ على قدرِ عقولهم)، فالمخاطبُ يحكُمُ عليكَ بما وعاهُ عقلهُ، لا بما أردتَه أنت.)😊