المحاضرة الثانية: المهدي (عليه السلام) عشق هادف
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأْرْضِ) (النمل: ٦٢).
الآية المباركة دلَّت على أنَّ المضطرّ إذا دعا ربّه استحقَّ الإجابة، ولكن البحث يقع في ما هو المقصود بالمضطرّ في الآية المباركة؟
فهنا رأيان:
الرأي الأوّل: ما ذكره السيّد الطباطبائي (رحمه الله) في (تفسير الميزان) أنَّ المضطرّ هو الإنسان المنقطع إلى الله بدلالة آيتين في القرآن تفسّر إحداهما الأخرى:
الآية الأولى: (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر: ٦٠)، وظاهر هذه الآية أنَّ الدعاء الحقيقي يستلزم الإجابة، مع السكوت عن ماهية وجوهر الدعاء الحقيقي المستلزم للإجابة.
بينما جاءت آية أخرى فسَّرت معنى الدعاء الحقيقي وهي قوله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل: ٦٢)، يعني أنَّ الدعاء الحقيقي المستلزم للإجابة هو دعاء المضطرّ، لأنَّه هو الذي يوقن بفشل جميع الأسباب المادية، فالإنسان مثلاً إذا أصابه مرض خطير وأيقن أنَّ جميع الأسباب المادية فشلت في علاجه، أو أصابه خطر
وأيقن أنَّ جميع الأسباب المادية فاشلة في تخليصه ونجاته من الخطر، فمثل هذا الإنسان ينقطع إلى الله لأنَّه يدرك أن لا سبيل أمامه إلاَّ الله فيلجأ إلى ربّه، إذن المراد بالمضطرّ هو الإنسان الذي ينقطع إلى ربّه في حالات شدّة البلاء وشدّة الخطر وهو الذي وُعد باستجابة دعائه.
الرأي الثاني: أنَّ المراد بالمضطرّ في الآية الكريمة هو الإمام المنتظر (عليه السلام)، لوجهين:
الوجه الأوّل: الروايات:
فعندنا معتبرة محمّد بن مسلم، عن الباقر (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، قال: (هذه نزلت في القائم (عليه السلام)، إذا خرج تعمَّم وصلّى عند المقام وتضرَّع إلى ربّه فلا ترد له راية أبداً) .
وعندنا أيضاً رواية صالح بن عقبة، عن الصادق (عليه السلام)، قال: (نزلت في القائم من آل محمّد (عليهم السلام)، هو والله المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض) .
يتبع 👇
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأْرْضِ) (النمل: ٦٢).
الآية المباركة دلَّت على أنَّ المضطرّ إذا دعا ربّه استحقَّ الإجابة، ولكن البحث يقع في ما هو المقصود بالمضطرّ في الآية المباركة؟
فهنا رأيان:
الرأي الأوّل: ما ذكره السيّد الطباطبائي (رحمه الله) في (تفسير الميزان) أنَّ المضطرّ هو الإنسان المنقطع إلى الله بدلالة آيتين في القرآن تفسّر إحداهما الأخرى:
الآية الأولى: (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر: ٦٠)، وظاهر هذه الآية أنَّ الدعاء الحقيقي يستلزم الإجابة، مع السكوت عن ماهية وجوهر الدعاء الحقيقي المستلزم للإجابة.
بينما جاءت آية أخرى فسَّرت معنى الدعاء الحقيقي وهي قوله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل: ٦٢)، يعني أنَّ الدعاء الحقيقي المستلزم للإجابة هو دعاء المضطرّ، لأنَّه هو الذي يوقن بفشل جميع الأسباب المادية، فالإنسان مثلاً إذا أصابه مرض خطير وأيقن أنَّ جميع الأسباب المادية فشلت في علاجه، أو أصابه خطر
وأيقن أنَّ جميع الأسباب المادية فاشلة في تخليصه ونجاته من الخطر، فمثل هذا الإنسان ينقطع إلى الله لأنَّه يدرك أن لا سبيل أمامه إلاَّ الله فيلجأ إلى ربّه، إذن المراد بالمضطرّ هو الإنسان الذي ينقطع إلى ربّه في حالات شدّة البلاء وشدّة الخطر وهو الذي وُعد باستجابة دعائه.
الرأي الثاني: أنَّ المراد بالمضطرّ في الآية الكريمة هو الإمام المنتظر (عليه السلام)، لوجهين:
الوجه الأوّل: الروايات:
فعندنا معتبرة محمّد بن مسلم، عن الباقر (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، قال: (هذه نزلت في القائم (عليه السلام)، إذا خرج تعمَّم وصلّى عند المقام وتضرَّع إلى ربّه فلا ترد له راية أبداً) .
وعندنا أيضاً رواية صالح بن عقبة، عن الصادق (عليه السلام)، قال: (نزلت في القائم من آل محمّد (عليهم السلام)، هو والله المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض) .
يتبع 👇