منشورٌ لا يصحُّ أن يكون مختصراً،
لكنْ، وبعد سنوات من النشر هنا، تقفُ متأسفاً وحزيناً أمام مشهدِ عدم وضوح ماهية العلاقة مع الله، وأولويات الدعوة إليها.
فعلام تبنى العلاقة مع الله؟
على الخوف، أم على الرجاء؟
أم على التوازن بينهما؟
وما هي المساحة الخاصة لكل من الخوف والرجاء في الدينِ؟ وفي سلوك الناس؟ وانطباعتهم؟ وما هي آليات جذب الناس إلى كلّ من منطق الخوف، ومنطق الرجاء؟
.
هل الدعوة إلى حب الله، موجهّة لفئة خاصةٍ من البشر؟ ولذلك لا يصح التوجه بها إلى الكل ابتداءً؟
.
حسناً، لا بدّ لي أن أوضح موقفي باختصارٍ، على نحو القواعد الرياضية، علماً أن إخراجها هكذا يستبطن جهداً شخصيا كبيراً متنوع المشارب.. يجعلني في موقف أتبنى فيه رؤيةً شاملة للدعوة إلى العلاقة مع الله تقوم على التالي:
العلاقة مع الله تعالى تبنى بالمعرفةِ التي ينتجُ عنها حبٌّ لله، ومن ثم يتم دورزنة هذا الحب بثنائية الخوف والرجاء.
فنحن نحب الله من حيث نخافه.
ونحن نحب الله من حيث نرجوه.
فالأصل إذن، في نجاح الخوفِ أن يكون مبنيا على حبّ لله.
والأصل، في نجاح الرجاء، أن يكون مبنيا على حب الله.
فحبُّه هو أول وآخر كل شيء!
وهو مع ضميمة الرجاء، يشغل المساحة الأوسع من الدين والدنيا والآخرة.
.
لذلك، من الواجب والصحيح جداً، أن تتم تربية النشء والأطفال على منطق الحب لله وتأسيس ذلك بالمعرفة التوحيدية الصحيحة، ومن ثم يتم إدخال منطق وآليات الثواب والعقاب في المسارب التي تتعلق بتعزيز الحب الإلهي.
لا تقل لي إن المجتمع فيه فساد فعلينا أن نعزز التخويف من النار فيه.
أو نخفف من الجذب نحو الرحمة والمغفرة والثواب.
لأن هذين الأسلوبين بدون الدوزنة السليمة على أساس حب الله، سيساء استخدامهما.. وفهمهما.
.
لقد مورست على أجيال كثيرة أساليب تربية غير ناجعةٍ بشكل كافٍ في نقلها إلى مستوى التحديات الثقافية والمعنوية والحياتية الراهنة.. فلذلك ترى هذه المظاهر المتزايدة من النفور من الدين والتحرر من سلطة الخوف.
.
الإمام الخميني قدس هو صاحب هذه الرؤية التي اختصرتها أعلاه. وكما قلتُ في البداية، هي التي تدفعني أن أكتب ما أكتبه هنا من منشورات سريعة، أو خارج الفيسبوك، وما أعتقد به من منظومة تربوية وتبليغية وسلوكية.
وأعرفُ كذلك، أن هذه الرؤية مستفزة لنمطٍ تقليدي ساد في اوساطنا، وقد تمت مواجهتها في الماضي، وهي تواجَه كذلك في الأغلب ليس من باب سوء الظن بل من باب عدم المعرفة، والتي هي مسؤولية العلماء والطلبة، ولا ينبغي أن تترك للمنابر الفيسبوكية هكذا.
#الشيخ_محمد_كجك
🆔
@mbagherkojok