حوارات شبابية
سؤال رقم (27)
"هل أن في مطالعة الابراج ومعرفة شخصية وصفات كل برج ومتابعة التوقعات أو التنبؤات المستقبلية التي تخص مولود كل برج فيه إشكال شرعي؟"
.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة مطالعة الأبراج ومعرفة شخصية كل برج وصفاته وغير ذلك، إذا لم تكن على نحو الاعتقاد بأنها فعلاً تُخبر عن الواقع، فلا إشكال فيها، يعني تكون على نحو التسلية مثلاً، وإن كان مضيعة للوقت وهدراً له، وهو في نفسه فيه شبهة كذلك. وأما إن كانت مطالعتها من باب الاعتقاد فعلاً أنها تؤثر أو تحدد المستقبل (أي الغيب) الذي هو على حد الكفر بالله تعالى كما هو عليه إجماع المسلمين.
فقد قال الشيخ البهائي قدس سره في كتاب الحديقة الهلالية: "قال المحقق البهائي في الحديقة الهلالية: إن الالتزام بأن تلك الأجرام هي العلة المؤثرة في تلك الحوادث بالاستقلال أو أنها شريكة في التأثير، فهذا لا يحل للمسلم اعتقاده، وعلم النجوم المبتني على هذا كفر ".
وقد جاء في حديث احتجاج الصادق (عليه السلام) على الزنديق قال: فما تقول في علم النجوم، قال (عليه السلام):
"هو علم قلت منافعه وكثرت مضراته، لأنه لا يدفع به المقدور ولا يتقي به المحذور، إن أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء، وإن أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أن يرد قضاء الله عن خلقه".
وقد يتنزل فيقال أن الاعتقاد بأن استناد تأثير النجوم والأفلاك في الانسان من باب تأثير البعض الأسباب ببعضها، وليست على نحو الاستقلال عن الله، فيقول الشهيد الثاني قدس سره: " وأما ما يقال من أن استناد الأفعال إليها كاستناد الاحراق إلى النار وغيرها من العاديات - إلى أن قال: - فهذا لا يكفر معتقده ولكنه مخطي أيضا".
وعلى كل حال، لم تكن سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولا أهل بيته عليهم السلام، ولا العلماء والصالحين، الاعتماد على النجوم والأفلاك في أي أمر من أمورهم، بل اعتمدوا على الله تعالى وحكم العقل والعزم في العمل، وهم خير أسوة وقدوة لنا دون جهلة الناس وعمومهم من الذين لا يدققون في الأمور.
#الشيخ_محمدباقر_كجك
🆔@mbagherkojo
سؤال رقم (27)
"هل أن في مطالعة الابراج ومعرفة شخصية وصفات كل برج ومتابعة التوقعات أو التنبؤات المستقبلية التي تخص مولود كل برج فيه إشكال شرعي؟"
.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة مطالعة الأبراج ومعرفة شخصية كل برج وصفاته وغير ذلك، إذا لم تكن على نحو الاعتقاد بأنها فعلاً تُخبر عن الواقع، فلا إشكال فيها، يعني تكون على نحو التسلية مثلاً، وإن كان مضيعة للوقت وهدراً له، وهو في نفسه فيه شبهة كذلك. وأما إن كانت مطالعتها من باب الاعتقاد فعلاً أنها تؤثر أو تحدد المستقبل (أي الغيب) الذي هو على حد الكفر بالله تعالى كما هو عليه إجماع المسلمين.
فقد قال الشيخ البهائي قدس سره في كتاب الحديقة الهلالية: "قال المحقق البهائي في الحديقة الهلالية: إن الالتزام بأن تلك الأجرام هي العلة المؤثرة في تلك الحوادث بالاستقلال أو أنها شريكة في التأثير، فهذا لا يحل للمسلم اعتقاده، وعلم النجوم المبتني على هذا كفر ".
وقد جاء في حديث احتجاج الصادق (عليه السلام) على الزنديق قال: فما تقول في علم النجوم، قال (عليه السلام):
"هو علم قلت منافعه وكثرت مضراته، لأنه لا يدفع به المقدور ولا يتقي به المحذور، إن أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء، وإن أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أن يرد قضاء الله عن خلقه".
وقد يتنزل فيقال أن الاعتقاد بأن استناد تأثير النجوم والأفلاك في الانسان من باب تأثير البعض الأسباب ببعضها، وليست على نحو الاستقلال عن الله، فيقول الشهيد الثاني قدس سره: " وأما ما يقال من أن استناد الأفعال إليها كاستناد الاحراق إلى النار وغيرها من العاديات - إلى أن قال: - فهذا لا يكفر معتقده ولكنه مخطي أيضا".
وعلى كل حال، لم تكن سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولا أهل بيته عليهم السلام، ولا العلماء والصالحين، الاعتماد على النجوم والأفلاك في أي أمر من أمورهم، بل اعتمدوا على الله تعالى وحكم العقل والعزم في العمل، وهم خير أسوة وقدوة لنا دون جهلة الناس وعمومهم من الذين لا يدققون في الأمور.
#الشيخ_محمدباقر_كجك
🆔@mbagherkojo