الحلم، بإلغائه للزمن، يلغي الموت. والموتى يستغلون ذلك كي يزعجونا. البارحة رأيت أبي. كان كما عرفته دائمأ . ومع ذلك ترددت قليلا. وإذا لم يكن هو؟ تعانقنا على الطريقة الرومانية، لكن كما هي الحال معه دائما من دون دفق حنان، من دون حرارة، من دون إظهار مشاعر الفرح مثلما هو متبع لدى شعب منفتح. وبسبب تلك القبلة المتحفظة، الثلجية، تيقنت أنه هو، فعلا. استيقظت وأنا أقول لنفسي إن المرء لا يُبعث من الموت إلا دخيلاً، منغّصاً. وإن ذلك الخلود المزعج هو الوحيد الموجود.
-إميل سيوران
-ترجمة محمد علي اليوسفي
.
-إميل سيوران
-ترجمة محمد علي اليوسفي
.