صفوة القول
ما ينبغي لمسلم أن يقبل طواعية أن يتسلط عليه أي خارج عن دين الإسلام قال تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) النساء الآية 141.
لكن قد يعترض معترض حيث إن واقع حال المسلمين خلاف استدلالك بالآية فالكفار مسلطون فعلاً على رقاب المسلمين؟
أقول: لقد أجاب على ذلك الأئمة الأعلام؛ الطبري وابن حزم وابن العربي والقرطبي، لكن سأكتفي بجواب العلامة ابن القيم رحمه الله في (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) في عنوان التوحيد يمنع تسلط الشيطان : "الآية على عمومها وظاهرها وإنما المؤمنون يصدر منهم من المعصية والمخالفة التي تضاد الإيمان ما يصير به للكافرين عليهم سبيل بحسب تلك المخالفة، فهم الذين تسببوا إلى جعل السبيل عليهم، كما تسببوا إليه يوم أُحُد بمعصية الرسول ومخالفته، والله سبحانه لم يجعل للشيطان على العبد سلطانا، حتى جعل له العبد سبيلا إليه بطاعته والشرك به، فجعل الله حينئذ له عليه تسلطا وقهرا، فمن وجد خيرا فليحمد الله تعالى، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" أهـ إغاثة اللهفان تحقيق الشيخ حامد الفقي ـ طبعة دار المعرفة بيروت ط2 ـ 1975ـ ج1 ص101.
وأما ما يقوم به الإسلاميون المعاصرون أصحاب النكهة العلمانية؛ من تعاطي الدينة في دينهم بقبول تولية علماني مرتد ـ وإن كان أصله مسلم! ـ عليهم ليحكم المسلمين؛ فهذا هو الخسران المبين بعينه..
فليتق هؤلاء القوم في أهل الإسلام وليتقوا الله فيما يحدثونه من تشويش وبلبلة على أفكار ومعتقد عوام المسلمين. فهؤلاء الإسلاميون المدمنون على تعاطي الغفلة العقدية؛ صاروا فتنة للمسلمين في عصرنا.. هؤلاء الإسلاميون المتخبطون المرتعشون عقدياً وفكرياً ليس لديهم مانع أن يحكمهم أبو جهل!..
فإذا لم يتب هؤلاء الإسلاميون من تعاطي "الدمقرطة" التي أوردتهم المهالك! إذا لم يتب هؤلاء الإسلاميون من التلاعب بنصوص الكتاب والسنة بزعم الحكمة والمصلحة! ـ فما أتعسها حكمة! وما أبأسها مصلحة! التي تناقض أصل الدين ومقاصد الشريعة!.
أحسب أن سنة الله في استبدال هؤلاء الإسلاميين من ذوي النكهة العلمانية؛ قادمة حتى يظهر جيل نقي عقدياً ومنهجياً وسلوكياً يرى الشريعة الإسلامية وحدها حاكمة في كافة المناحي الحياتية، وجيل يرى أن حراسة الشريعة لا تكون إلا بالعمود الفقري لها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذروة سنام الإسلام. أما مع عدم القدرة أو العجز؛ فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ فقد أرشدنا الله في محكم التنزيل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) الأنفال آية 60.. هذا هو الجيل الذي أحسب أن الله سيوفقه لقيادة بلاد المسلمين ولو بعد حين إن شاء الله..
د. هاني السباعي 3 جمادى الأولى 1439هـ الموافق 22 يناير 2018
رابط وورد بديل أوضح
https://justpaste.it/1g22t