إن المشكلة الفكرية الكبرى التي تعرض لها الفكر الديني اليهودي والمسيحي في القرن التاسع عشر هي ما تعرض له العهد القديم من الكتاب المقدس للنقد. فمنذ أن حل شامبليون رموز حجر رشيد وأخذت الحفريات تنقب عن آثار الأقدمين سواء في مصر أو فلسطين وسوريا ولبنان والعراق، أخذت علوم الشرق القديم، من تاريخ وجغرافيا وأدب ولغة ودين وميثلوجيا تتدفق على الأوساط العلمية الغربية. وقد أسفرت هذه العلوم عن حقائق كثيرة ثبت بعضها ما جاء في الكتاب المقدس ونقض الكثير منه. وزاد الطين بلة نشأة العقلانية وسيطرة فلسفتها على تفكير العصر كله، مما أدى إلى إضعاف الإدعاء الديني بأن الكتاب المقدس وحي يجب تصديقه وإن تخالف مع العقل. هذا إلى جانب أن العلوم الطبيعية كانت قد أجرت خلال القرنين السابقين تجارب كثيرة ناقضت الكتاب المقدس في مواضع عديدة
@Newphilosopher
@Newphilosopher