إن الله عز وجل لم يصف المتقين بأنهم معصومون إنما وصفهم بأنهم أقوامٌ يرتكبون الأخطاء لكنهم يعترفون بها ثم يدرءون أو يدفعون هذه الأخطاء بالأفعال الصالحة قال تعالى يَصفُهم: {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} (القصص: 54).
إنهم يخطئون لكنهم يعترفون ويتوبون .
لقد قص الله علينا قصة الأبوين في الجنة لنتعلم منهما فقه الاعتذار ومراغمة الشيطان فلما أخطأ أبونا آدم وأخطأت أمنا حواء لم يتبجحا ولم يستكبرا إنما تعلما من الله معنى التوبة وطريق الاعتذار نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ لكنها عميقة النتائج: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 37).
يقول الرازي: لقد اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟ والأَولى هي قوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23).
فإذا كان القدَر قد سبق بالمغفرة لآدم فلِمَ طلب الله منه الاعتذار؟
إنه أدبٌ وتعليم وتدريبٌ أدب الحياء من الله والتواضع عند الخطأ وتعليم لفقه الاعتذار وتدريبٌ على الاعتراف بالذنب والتوبة.
لقد كان الاعتراف بالذنب صريحا واضحا بل لقد سمَّى آدمُ نفسَه ظالما فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله فاعترف بالذنب وندِم عليه وطلب الصفح من الله فكان الفرق بين أبينا آدم النبيل المتواضع وإبليس المراوغ الصفيق المتكبر!.
وهكذا مضت قافلة البشر وهكذا نتعلم من الأنبياء والصالحون فموسى عليه السلام لمَّا وكز الرجل وقتله لم يتغنَّ ببطولته ولم يُبرّر عملَه بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في تضرعه: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص: 15، 16).
حتى بلقيس التي نشأت في بيئة وثنية اعترفت بذنبها فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (النمل: 44).
إن الاعتراف بالخطأ دليل على نُبلٍ في النفس ونُضج في العقل وسماحة في الخُلق بَيد أنّ خليقة الشر قد تتبدّى مُجسَّمة في بعض الناس خليقة تبدأ بالعصيان وتمشي مع الاستكبار والاستغلاق عن الفهم حتى تنتهي بصاحبها إلى ذلك الفريق الذي تأخذه العزة بالإثم فلا يفكر في اعتراف ولا اعتذار ولا متاب
إذن وجب على المسلم العاقل الاعتراف بالذنب إن هو أخطأ والرجوع إلى الحق إن سقط وارتكب ما لا يليق .
منقول بتصرف .
إنهم يخطئون لكنهم يعترفون ويتوبون .
لقد قص الله علينا قصة الأبوين في الجنة لنتعلم منهما فقه الاعتذار ومراغمة الشيطان فلما أخطأ أبونا آدم وأخطأت أمنا حواء لم يتبجحا ولم يستكبرا إنما تعلما من الله معنى التوبة وطريق الاعتذار نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ لكنها عميقة النتائج: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 37).
يقول الرازي: لقد اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟ والأَولى هي قوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23).
فإذا كان القدَر قد سبق بالمغفرة لآدم فلِمَ طلب الله منه الاعتذار؟
إنه أدبٌ وتعليم وتدريبٌ أدب الحياء من الله والتواضع عند الخطأ وتعليم لفقه الاعتذار وتدريبٌ على الاعتراف بالذنب والتوبة.
لقد كان الاعتراف بالذنب صريحا واضحا بل لقد سمَّى آدمُ نفسَه ظالما فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله فاعترف بالذنب وندِم عليه وطلب الصفح من الله فكان الفرق بين أبينا آدم النبيل المتواضع وإبليس المراوغ الصفيق المتكبر!.
وهكذا مضت قافلة البشر وهكذا نتعلم من الأنبياء والصالحون فموسى عليه السلام لمَّا وكز الرجل وقتله لم يتغنَّ ببطولته ولم يُبرّر عملَه بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في تضرعه: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص: 15، 16).
حتى بلقيس التي نشأت في بيئة وثنية اعترفت بذنبها فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (النمل: 44).
إن الاعتراف بالخطأ دليل على نُبلٍ في النفس ونُضج في العقل وسماحة في الخُلق بَيد أنّ خليقة الشر قد تتبدّى مُجسَّمة في بعض الناس خليقة تبدأ بالعصيان وتمشي مع الاستكبار والاستغلاق عن الفهم حتى تنتهي بصاحبها إلى ذلك الفريق الذي تأخذه العزة بالإثم فلا يفكر في اعتراف ولا اعتذار ولا متاب
إذن وجب على المسلم العاقل الاعتراف بالذنب إن هو أخطأ والرجوع إلى الحق إن سقط وارتكب ما لا يليق .
منقول بتصرف .