نورا.


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified



Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


René Gruäu.


Forward from: قناة بدر الثوعي
كان لي جد شاعر، لطيف التعامل، كل ذريته بنات، وكانوا في زمن ماضٍ لا يملكون من مقوّمات الحياة إلا رحى واحدة لطحن الحبوب، وقربة واحدة لسقي الماء، وروح على شعث الدنيا واحدة واحدة . لم يكن لطيفًا فحسب، بل كان خفيّ اللطف لا يحس من أمامه بهذا، وهذه مرتبة عالية من اللباقة، لا يلقاها إلا ذو قلب عظيم، وروح شفافة محلّقة. ومن ذلك أن إحدى بناته كسرت الرحى الوحيدة التي يملكونها، فأتت تجر أقدامها، خجلة، مترقبة، فقالت له الخبر الذي يعده القرويون آنذاك كارثة، فابتسم وقال: "أخيرًا كُسرت ! إنها رحى قديمة، وقد كنت أنوي شراء واحدة جديدة؛ لكني لم أستطع لوجود هذه، والآن أشتريها باطمئنان".

مواقف اللطف الخفي هذه من لذائذ الحياة، تشعرني أن في الدنيا جمالًا لم يره البشر، وأن أرواحًا حولنا تنطوي على بساتين أنيقة يتضوع أريجها في المواقف دون ضجيج، أنا لا أتحدث عمن يرد التحيّة على الأطفال، أو من يبالغ في التلطف بالعمال ليبدو عند نفسه لبقًا لطيفًا، ولو لم يكن يراهم دونه ما بالغ في التلطف، فلو كانوا بعينه كسائر الناس لعاملهم كسائر الناس؛ دون مبالغة يؤول أمرها إلى إرضاء شعور داخلي جائع للظهور -ولو أمام نفسه- بمنظر اللطيف المتودد .

من يتلطف بك ظاهره كثير، لكن أين من يومض لطفه سريعًا صامتًا دون أن يشعرك بهذا، من يغيّر أمرًا اعتاده لأنك تكرهه دون أن يخبرك؛ فتكتشفه بعد مدة مصادفة، سترى هذا اللطف الخفي في تلبّس من تحب ببعض كلمات لهجتك، وبعض لزماتك اللفظية، فتراه يرددها دون أن يقول لك "ها أنذا أحبك وأحب كلماتك"، ستراه ربما في صديق اعتذرت عن موعده خجلًا منكسرًا فلا يكتفي بترك العتب؛ بل يوحي إليك أنك إن لم تعتذر كان سيعتذر لأن طارئًا ما داهمه أيضًا، فيريحك من وخز الضمير، ولا يشعرك بإحسانه .

وفي فلك التلطف، وترك العتاب، وكسر الخواطر؛ كانت سيدتي الوالدة تعاتبنا جدًا إذا بدت منا نزوة طفولية تكسر قلب من أمامنا بأي وجه؛ وتقول كلمة لا أنساها ما حييت "حِرّاق مدينة ولا كسر خاطر إمّي"
وإمي هنا -وفي لهجتها يكسرون همزها- بمعنى إنسان أي إنسان، أي إحراق مدينة أهون من كسر قلب إنسان .


Benjamín Víctor






Forward from: Isolation
اللغة العربية | نعومي شهاب ناي

"الرجل ذو العينين الطافحتين بالفرح توقف عن التبسّم
ليقول، "ما لم تتحدثي العربية
لن تدركي معنى الألم."

ثمة أمر مرتبط بمؤخرة الرأس،
العربي يشيل الأسى في مؤخرة الرأس،
ذلك أن اللغة وحدها تفرقع، كما انهمار

الأحجار وصريف المفصل في بوابة حديدية عتيقة.
"حين تتعلمينها،" قال هامساً، "سيكون بوسعك دخول الغرفة
متى شئت. والموسيقا التي تناهت إليك من البعيد،

ثم النقر على الطبل في زفافِ غريبٍ،
سيفيضان داخل جلدك، داخل المطر، ألفَ
لسان نابض بالحياة. ثم ها قد تبدّلت أحوالك."

في الخارج، توقف الثلج كليّاً عن التساقط.
في أرض يندر تساقط الثلوج فيها،
طالما شعرنا أن أيامنا تزداد بياضاً وسكينة.

كنت أظنّ أن لا لغة للألم. أو أن كلّ اللغات
يغربلها في الحال مترجمٌ رفيع. أعترف
بعاري. أني أعيش على حافة العربية، أجرجرُ

خيوطها الثرّةَ دون أن أعرف
كيف أنسج البساط... لا موهبة لديّ.
ثمة الصوت، لكن دون وعي المعنى.

أطلتُ النظر من فوق كتفيه بحثاً عمّن
أتحدث إليه، وأنا أستعيد ذكرى صديقتي الراحلة
التي اكتفتْ بخربشة سريعة
تقول إني لا أستطيع الكتابة. ماذا كانت ستُجديها

قواعد اللغة حينها؟ لمستُ ذراعه، تشبّثتُ بها،
ذلك ما لا تستطيع فعله أحياناً في الشرق الأوسط،
وقلتُ، سأتكفل بالأمر، يغمرني الحزن

لقلبه الطيّب المنقبض، لكن بعد ذلك في الشارع الزلق
استوقف سيارة أجرة صائحاً: ألَـمْ pain! فتوقفتْ
وفتحتْ أبوابها بكلّ اللغات".


الخُلَّة عدوى، فاخْتَر مَنْ تُخَالِل!

____________________________



و إذا قَصدْت المُصادقة فانْتخب خليلك/ نديمك كما تنتخِب ثيابك.
ولأن الصديق يُشكِّل حيّزًا مُهمّا في حياتك بعد العائلة، أو قد يُوازي بقيمتِه عائلتك، فإنّك لا محالة ستتطبّع بطباعه و يتطبّع بطِباعك، و تتخلَّق بأخلاقه و يتخلّق بأخلاقك، الخُلَّة عدوى، فاخْتَر مَنْ تُخَالِل!
إنهم ليعرِفون -أولئك الأقرباء، وفي مقدمتهم والدتك- أنك قد صاحبت صاحبًا جديدًا دون أن تخبرهم، قد لا تُلاحظ على نفسك كم تغيّرت طِباعك بشكلٍ ضئيل أو حتى بشكلٍ كُلّي، دون أن تُدرك أنك صرت عُرضة للمُلاحظة بطريقةٍ واضحة.
وَطأة الصديق عليك إما محمودة/ فاضلة و إمّا مذمومة/مرذولة، فأحسِن الاختيار!
في المَثلِ الشهير السائِر:
"قُل لي مَنْ تُصاحب؛ أقُل لك مَنْ أنت"
قد لا تشبه صديق الروح في توجُهاتك، خِصالك، عقليتك، وقد لا تكُن على وفاقٍ معه في معظم الأمور لكنك ستُعرَفُ بِه! فما أحْلَى أن تتباهى بصحبة مَنْ لا تعرِف نفسك إلاّ مِن خِلاله و لا يعرفه الجميع إلاّ مِن خلالك!









نصيحة شخصيّة:

أهرب -مُبكرًا- من الأصدقاء الأغبياء؛ فلا يوجد علاج في العالمِ كُلّه قادر على إنقاذك من عدوى (الغباء).


Twi: @Ladynour_


(فقه اللغة و أسرار العربية | للمؤلف العظيم الثعالبي)
كتاب دسم و ممتع عن مفرداتٍ و مفاهيم لغوية شتّى دقيقة ومُفصَّلة.. يحتاج منك وقت كبير و استقرار ذهني.




Vincent van gogh | The siesta (after Millet)


‏"من ذا يُبلّغها بأنّي مُتعَبُ؟
‏والشوقُ في جنَبَاتِ قلبي يَلعبُ

من ذا يُبلّغها بِكُلِّ بساطةٍ
‏أنِّي بدون وجودها أتعذّبُ

في مَوطِني ما بين أحبابي هُنا
‏لكنّني مِن دُونِها.. أَتغَرَّبُ

بالرُغمِ من بُعدِ المسافةِ بيننا
‏فأنا إليها من يديها أقربُ!

يا ليتنا عن كُلِّ عينٍ نختفي
‏و يضمّنا دون الخلائقِ كوكبُ

مالي بحبّي غاية مشبوهة
فسوى الوصال و قربها لا أطلبُ

فيلومني كل الرفاقِ وأنزوي
من كلِ لوم في هواها أهربُ

و يُحيطني نسيانها ليصيدني
فأروغ منه كما يروغ الثعلبُ!



لـ علي الكعيدي.


للتوّ انتهيت من قراءة كتاب سيرة عن الإمام [ابن جرير الطبري] رائع و مُمتع جدًا جدًا، لشخصيته سَطْوة آسِرة. أبرز غرض من كُتُب السيرة هو أنها (تُضرِم في نفسك الإلهام!) .. أنصح به.


(الهمزات العجيبة في اللغة العربيّة)


Forward from: قناة بدر الثوعي
الإنسان الممتع

في الثالث والعشرين من أغسطس الماضي كتبت المعالجة النفسيّة "إيمي موران" مقالة بعنوان "١٠ علامات للأشخاص الممتعين"، سردت فيه بعض الأعراض لسلوك نفسي بات يعرف مؤخرًا باسم "people pleaser syndrome" -متلازمة الأشخاص الممتعين- .
نستطيع تلخيص الأوراق المنشورة حول هذه المتلازمة أن المشكلة ليست في كون الإنسان نبيلًًا؛ بل في كونه يبالغ في العطاء، حتى يهلك نفسه بمحاولة إرضاء الآخرين، وجعلهم سعداء، ولو على حساب صحته النفسية التي ستتأثر بالضغوط .
الحديث عن هذه المتلازمة لطيف؛ لأن قوامه أشتات ملحوظات نراها جميعًا بشكل يومي في الطبيعة البشريّة .
ووفقًا لمقالة "إيمي"؛ فمن علامات إصابتك : "صعوبة النطق بـ«لا»، وإظهار الموافقة لكل جليس، والشعور بالمسؤولية عن أمزجة الآخرين، وكثرة الاعتذار، والشعور بالهم الكبير إذا غضب شخص منك" .

المفارقة التي لا تذكرها المقالات؛ أن صاحب هذه المتلازمة يحمل النقيضين بين جنبيه، فهو قد يجامل ويتحمل البؤس عن الآخرين لما يظنه قوة كامنة فيه، بينما يرى الآخرون أن دافعه ضعف وخوف من الرفض.

هذه الكائنات الممتعة تعامل الناس بحب أمومي، تشعر أن سعادة الكون -كل الكون- مسؤوليتها الخاصة . حين يشكو شخصٌ ما لهم؛ تعلن كل خلاياهم حالة طوارئ استثنائية للمواساة وتحمل الحل كاملًا أو جزء منه . مع الوقت سيصبحون محاصرين بالتزامات كثيرة تفوق طاقتهم . وقد قرأت قريبًا خاطرة لشخص يرى نفسه مصابًا بهذه المتلازمة؛ وكيف أنه تمادى به الحال إلى الارتباط بخطبة مؤقتة لفتاة لا يريدها؛ فقط لأنه شعر أن هشاشة روحها مسؤوليته، فكانت أحاديثه أشبه بالفعاليات الترفيهية لها . ولم يستمرا معًا .

أعلم يقينًا أن أكثر ما يحرك هذا الصنف من الناس خوفهم من تخييب آمال الآخرين، ومع ذا فقد تأتيه تعابير الخيبة بشكل آخر؛ ربما يقصر على نفسه بالأساسيات ليسعد زوجته وأطفاله بقشور الترفيه، يرى نفسه مضحيًا وتراه قرينته مهملًا لهندامه وأناقته . وربما يبالغ في تحمل وعود لا يطيقها؛ يرى هذا نبلًا منه ويراه رفاقه شخصًا مشتتًا لا يفي بالوعود ولا يحترم الكلمة . وربما يبالغ آخر في مراعاة خواطر رفاقه؛ يرى صنيعه حسَنًا ويرونه مخلوقًا دبقًا معدوم الإحساس بالفكاهة . وربما هي أخت رائعة تحمل على عاتقها حل مشكلات إخوانها التي لا تنتهي؛ ترى انفلات أعصابها العارض أمرًا مفهومًا ويرونها نزقة سيئة الخلق، وهكذا لم يسلموا من النقد وتخييب الآمال .

لا أحد يكره أن يكون لطيفًا، لكن الشريعة أتت بمحددات للتعامل، ففي مقام يكون سيد المحددات الاستطاعة، وآخر يكون العرف، وثالث يُحد بالإحسان، ورابع بالحقوق والواجبات، وهذا باب شريف من فقه الشريعة يسر الله بسطه في موضع آخر .


[فن الإغواء]





كَمَال الغواية عند الذي ظننت -بعجرفتك الحمقاء التي غرسها برأسك عدد من المنافقين الأمَاعي [جمع إمَّعة]- أنك ستنال على اِستحْسانه، بينما تبيّن لك أنه يسحبك إليه في قعر لا نهاية لعُمقه، أنت الذي لم تعْتَد على أن تُصبح مسروقًا بل سارقًا!
كَمَال الغواية عند الذي ظننت أنك أعْرفُ مِنهُ
بينما تبيّن لك أنه أعرَف مِنك!
كَمَال الغواية عند الذي ظننت أنه يُطاردك
بينما تبيّن لك أنك أنت مَنْ يُطارِده.. دون نباهة منك!


فكيف حدث ذلك خارج سيطرتك؟

•هل ساءَلت نفسك يومًا، متى يصير الإغواء فنًّا؟

الإغواء له مفاهيم وأساليب عديدة مختلفة من شخصٍ لآخر، احترم هذا الاختلاف ولا اتّفق معه.
أرى -شخصيًا- أن قمّة الغواية: "أن تُعطي (عقلك) كامل حقّه!"
لأن أخطر ثورة يخوضها الإنسان؛ العبث مع ديناميكية العقل.
بإمكانك أن تُميّز إنسانًا عن آخر قياسًا بمدى إيمانه الكامن بطاقات عقله، فعندما يتم توظيف العقل بقوالبه الصحيحة يصبح من السهل -بعد جُهدٍ جهيد- أن يحصل المرء على رغباته دون عناء اللهث خلفها، من هنا تنبعث قوّة و خطورة الدهاء، حتى لنرى البعض وقد أصبح مُجرمًا محترفًا لا مرئيًا يُقدِم على مذبحة جماعية، يفعل أبشع الأمور دون أن ترمش عينه، والأدهى والأمرّ هو خروجه من لعبته دون أن يشك بفعلته أحد، بفضل اعتقاده بأنه سيجد للنجاة سبيلاً بعقله، هذه من دلائل إيمان العقل بطاقاته ولكن بطريقة عكسية؛ لأنه هنا تم توظيف العقل بغير محلّه!

فهل سبق لك أن قمت بتوظيف عقلك بقالبه الصحيح؟

أن تكون لديك قدرة على خداع دماغك و بلورة أفكارك
و العبث مع تصوّراتك تجاه نفسك.
أن تكون لديك القدرة على تسْخير الآخر دون أن تبذل جهدًا!
أن تجعله يفعل ما تُريد دون أن تطلُب منه!
أن تواجهه بما يُغضبه دون أن يغضب منك!
أن تجعله يقرّ بما ترغب أن تسمعه دون أن تُجبره!
أن تجعله عالقًا بك دون أن تُكبِّله بحبالك!
أن تتركه أسيرًا أمامك رغم استهلال أبوابك!

للمظاهر الآسرة يد للإيقاع بالآخر، نعم.. و لكنها يد مؤقتة! هي قطرة من بحر الذكاء الحاد، القادر على استفزاز ضعفك في محضره!
لعلك مررت في حياتك بشخصيّةٍ غاوية
فشلت في مقاومة (عقله) الفَذّ رغم دمامة مظهره
و رغم عدم حرصه على تقديم نفسه
والتعريف بها و عدم تلميع صورته
أو فَرْض نفسه على الآخرين؛ لاستمالتهم إليه
مثل هذا النوع من الشخصيات لن تنسَ عنفوان سِحره، و شموخ نفسه، وهيبة ذِكره و سطوة اسمه، ستظل سيرته تعْصف بك، بإمكانك أن تهرب منه لكنك لن تستطِع أن ترفضه!

هل عرفت الآن متى يصير الإغواء فنًّا؟

في حال آمنت إيمانًا خالِصًا بتدبيرك العقلي بإمكانك أن تصبح لعوبًا طروبًا ساخرًا، إن كنت تؤمن أنك لست هيّنًا في نظرك؛ لأنك ببساطة فهِمت لعبة الحياة وشروطها و فِخاخها و فهِمت -أخيرًا- أن العاطفة مهزلة كبرى ضد العقل البشري، هذا الإيمان سيُحيطك بهالةٍ جليّة من صنيعتك الخاصة، هذه الصنيعة ما هي إلا مبعث غواية لنفسك و لِمَنْ هم حولك!




Twi: @Ladynour_


(حينها تكون قد فقهت!)

أن يأتيك المغموم الضجر قد انغلقت في وجهه الأبواب، وتقطعت به الأسباب، فأضحى يتنفس من ثقب إبرة، يحدثك عن أمل ضائع، عن حاجة فائتة، عن حلم تلاشى، عن مرض مقعد، عن أنين ممض، عن خلاف مرهق .. فتنقله من الإخلاد إلى الأرض والركون إلى الأسباب، إلى العروج في معارج الإيمان والتعلق بالله .. أن دونك الطريق المشرعة .. دونك الحياض المترعة .. دونك الأبواب التي لا تُجافى فضلاً عن أن تغلق .. دونك درب الصعود المطلق .. تقول له الكلمة والكلمتين يطيب بها خاطره، فيخرج من عندك خفيفاً كأنه حاج قضى تفثه وحلق رأسه ثم استلقى في مكان بارد صبيحة يوم النحر ..

يجيئك صغيرك صغيرتك، أخوك أختك، ومعك كتابك .. في حاجة له صغيرة تافهة، تراها أنت كذلك - وربما تكون كذلك في الحقيقة - بينا أنت منكبٌّ على تحرير تيمي تحاول أن تتفهمه، على أسلوب استوعر عليك للشافعي تكرر قراءته، تفتش في دقيقة نحوية، أو تبحث في معضلة أصولية، أو تنقب عن فرع فقهي .. فتترك ما بيدك، وتقبل عليه غير متأفف، تضاحكه، تطيب قلبه، ثم ترجع إلى ما كنت فيه ..

أن لا تأنف من تعليم أُمِّيٍّ بسيط جليات أمر دينه، صلاته، طهارتَه، زكاته، أوراده، قراءة الفاتحة، أذكار الصباح والمساء، أن تحثه على المحافظة على الفرائض وصلاة الفجر في وقتها، على تربية أولاده التربية الصالحة وأن يأمرهم بالصلاة ويصطبر عليها وأن يتوكل على الله في عامة أمره ويحبه ويخافه ويرجاه، تحذره من الغيبة والنميمة والكذب والربا والزنا والظلم والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل والمآثم، وغير ذلك مما قد لا تجد فيه لذة الدقيق من مسائل العلم والتحقيق، وترى أنك في ذلك في عبادة كما أنك في غيره في عبادة، وأن لا تنظرَ تلك النظرة - غير ذات الحسن - إلى ذلك الرجل الذي يعلم الصبيان كلام الله ..

عندما ترى الطريق إلى الله أوسع من هواك وأرحب من ذائقتك، عندما لا تعبس وتتولى أن جاءك الأعمى لتقبلَ على من استغنى فأنت له تَصَدَّى .. عندما توقن بأن شغلك في بعض ما لا تميل إليه ولا تهوى ربما كان أجدى وأجدر بك مما تهوى، حينما تعلم بأن بعض الفاضل من الأعمال لزمان أو مكان أو شخص قد يكون مفضولاً في حق شخص أو زمان أو مكان آخر .. وترى للأعمال وجوهاً وللقصد عليها أثراً .. حينها تكون قد فقِهت !



كتبه: عَزَّام.


[في الثلاثين من عمرك. | آدم بوسولسكي]


[في العشرين من عمرك. | وَرَّاق]


"توقٌ إلى الموت" | نوفاليس


"إذا كان صحيحًا ما يتحدّث به الناس من سعادةِ الحياة وطيبها، وغبطتها ونعيمها، فسعادتي فيها أن أعثر في طريقي في يومٍ من أيام حياتي، بصديقٍ يصدقني الود وأصدقه، فيقنعهُ مني وِدّي وإخلاصي دون أن يتجاوز ذلك إلى ما وراءه من مآرب وأغراض، وأن يكون شريف النفس فلا يطمع في غيرِ مَطْمع، شريفُ القلب فلا يحمل حقدًا ولا يحفظُ وترًا ولا يُحدِّث نفسه في خلوته بغيرِ ما يُحدّث به الناس في محضره، شريف اللسان فلا يكذب ولا ينم ولا يلم بعرض ولا ينطق بهجر، شريف الحُب فلا يحب غير الفضيلة ولا يبغض غير الرذيلة، هذه هي السعادة التي أتمناها ولكني لا أراها."


مصطفى لطفي المنفلوطي.

20 last posts shown.

819

subscribers
Channel statistics