[فن الإغواء]
كَمَال الغواية عند الذي ظننت -بعجرفتك الحمقاء التي غرسها برأسك عدد من المنافقين الأمَاعي [جمع إمَّعة]- أنك ستنال على اِستحْسانه، بينما تبيّن لك أنه يسحبك إليه في قعر لا نهاية لعُمقه، أنت الذي لم تعْتَد على أن تُصبح مسروقًا بل سارقًا!
كَمَال الغواية عند الذي ظننت أنك أعْرفُ مِنهُ
بينما تبيّن لك أنه أعرَف مِنك!
كَمَال الغواية عند الذي ظننت أنه يُطاردك
بينما تبيّن لك أنك أنت مَنْ يُطارِده.. دون نباهة منك!
فكيف حدث ذلك خارج سيطرتك؟
•هل ساءَلت نفسك يومًا، متى يصير الإغواء فنًّا؟
الإغواء له مفاهيم وأساليب عديدة مختلفة من شخصٍ لآخر، احترم هذا الاختلاف ولا اتّفق معه.
أرى -شخصيًا- أن قمّة الغواية: "أن تُعطي (عقلك) كامل حقّه!"
لأن أخطر ثورة يخوضها الإنسان؛ العبث مع ديناميكية العقل.
بإمكانك أن تُميّز إنسانًا عن آخر قياسًا بمدى إيمانه الكامن بطاقات عقله، فعندما يتم توظيف العقل بقوالبه الصحيحة يصبح من السهل -بعد جُهدٍ جهيد- أن يحصل المرء على رغباته دون عناء اللهث خلفها، من هنا تنبعث قوّة و خطورة الدهاء، حتى لنرى البعض وقد أصبح مُجرمًا محترفًا لا مرئيًا يُقدِم على مذبحة جماعية، يفعل أبشع الأمور دون أن ترمش عينه، والأدهى والأمرّ هو خروجه من لعبته دون أن يشك بفعلته أحد، بفضل اعتقاده بأنه سيجد للنجاة سبيلاً بعقله، هذه من دلائل إيمان العقل بطاقاته ولكن بطريقة عكسية؛ لأنه هنا تم توظيف العقل بغير محلّه!
فهل سبق لك أن قمت بتوظيف عقلك بقالبه الصحيح؟
أن تكون لديك قدرة على خداع دماغك و بلورة أفكارك
و العبث مع تصوّراتك تجاه نفسك.
أن تكون لديك القدرة على تسْخير الآخر دون أن تبذل جهدًا!
أن تجعله يفعل ما تُريد دون أن تطلُب منه!
أن تواجهه بما يُغضبه دون أن يغضب منك!
أن تجعله يقرّ بما ترغب أن تسمعه دون أن تُجبره!
أن تجعله عالقًا بك دون أن تُكبِّله بحبالك!
أن تتركه أسيرًا أمامك رغم استهلال أبوابك!
للمظاهر الآسرة يد للإيقاع بالآخر، نعم.. و لكنها يد مؤقتة! هي قطرة من بحر الذكاء الحاد، القادر على استفزاز ضعفك في محضره!
لعلك مررت في حياتك بشخصيّةٍ غاوية
فشلت في مقاومة (عقله) الفَذّ رغم دمامة مظهره
و رغم عدم حرصه على تقديم نفسه
والتعريف بها و عدم تلميع صورته
أو فَرْض نفسه على الآخرين؛ لاستمالتهم إليه
مثل هذا النوع من الشخصيات لن تنسَ عنفوان سِحره، و شموخ نفسه، وهيبة ذِكره و سطوة اسمه، ستظل سيرته تعْصف بك، بإمكانك أن تهرب منه لكنك لن تستطِع أن ترفضه!
هل عرفت الآن متى يصير الإغواء فنًّا؟
في حال آمنت إيمانًا خالِصًا بتدبيرك العقلي بإمكانك أن تصبح لعوبًا طروبًا ساخرًا، إن كنت تؤمن أنك لست هيّنًا في نظرك؛ لأنك ببساطة فهِمت لعبة الحياة وشروطها و فِخاخها و فهِمت -أخيرًا- أن العاطفة مهزلة كبرى ضد العقل البشري، هذا الإيمان سيُحيطك بهالةٍ جليّة من صنيعتك الخاصة، هذه الصنيعة ما هي إلا مبعث غواية لنفسك و لِمَنْ هم حولك!
Twi:
@Ladynour_