في بيتنا، نعامل "الفاتحة لأم البنين" معاملة العصا السحريّة، نشهرها بوجه المصاعب فتنفكّ عقدةً عقدة.
كان أبي يعلّقها على صدره على أنّها "باج" يقتحم به نقاط تفتيش الحياة اليوميّة، كان يروي لنا عندما يعود، "اعترضَنا رتل أمريكي واحتُجزنا لساعةٍ لاأعرف ماالذي كان سيحدث لو لم أقرأ الفاتحة لأم البنين"، "كانت الموظفة عنيدة جدًا لم تكن لتُكمل المعاملة لو لا أنّي قرأت الفاتحة لأم البنين"!
وإذا نسيتُ الإجابة، كان لها فعل المنبّه على ذاكرتي، طالما لملمَت حروفي في اللحظات الحرجة من عمر الأسئلة المدرسيّة والحياتيّة أحيانًا...
مرّة كانت أمي ترتق أحلامنا الممزقّة بخيط الأمل فأضاعت الإبرة، وبعد بحث طويل، استعملت الفاتحة لأم البنين ككشّافٍ ضوئي فاستلّت الإبرة من قاعِ الضياع كشعرةٍ من عجين.
-منار مهدي.