Forward from: قناة بدر آل مرعي
ضرائب حياتية:
——————-
من تمام حكمتك علمك أن تصرفات البشر أشد تعقيدًا من عزوها لسبب أحادي؛ لكني أحب أن أمدّ القول في فكرة لطالما راودتني، وأحسب أن في معرفتها سدًا لفجوة من فجوات العلاقات بيننا .
لا توجد صفة حسنة لا ضريبة لها، فطباعنا مختلف ألوانها لكنها تسقى بماء واحد .
يتزوج أحدنا فتاة تهتم بنفسها، وأولادها، وبيتها بصورة مذهلة، وتتذكر كل المناسبات بينهم وهذا يسعده؛ لكنها سريعة الغضب ولا تتغافل وتكثر اللوم على المواقف اليومية؛ ولو تفكر لعلم أن الجامع بين الصفتين الحسنة وغير الحسنة= "الحرص على التفاصيل"، فمن شاء التمتع بالوجه الحسن لهذه الصفة فليستعد لدفع ضريبة ذلك أحيانًا .
تتزوج فتاة شابًا شهمًا كريمًا لا يبالي إن فرغ جيبه في سبيل سعادتها، لكنه أحيانًا يتفوه بكلمات تراها جارحة -ليس لدرجة الإهانة-؛ والجامع بين الصفتين الحسنة وغير الحسنة "قلة مبالاته بالمآلات والعواقب"، هذا ليس تسويغًا ولا إعذارًا؛ لكنها تفسيرات للفهم .
نعيش في كنف والد أو والدة يغضبون لأدنى زلة؛ فنحزن لهذا، لكنا نتذكر أنه طيب القلب ويرضى بعدها بأدنى محاولة؛ والجامع هنا "سرعة الانفعال" بالغضب والرضا .
وهكذا نحن في أحوالنا، لا نكاد نخلو من عيوب، ويأبى الله إلا أن تكون لطباعنا الحسنة توظيفات مزعجة أحيانًا؛ نحن بخير مادمنا نتعاذر، ولا نستسلم لنوازعنا الشوكية؛ بل نقلّم ما شذّ منها، ونكاثر مساوئنا بمواقف نبيلة، ونعتذر ألف مرة وواحدة إن أخطأنا ألفًا، ونعطي الحسنى ما وسعنا ذلك؛ حتى إذا غلبتنا نفوسنا وجد من حولنا رصيدًا يحتمل تغطية هذه الهفوة .
وبهذه الروح قد نقرأ المعنى العام في قوله صلى الله عليه وآله وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر"[1]
—————
[1] رواه مسلم (1469)
——————-
من تمام حكمتك علمك أن تصرفات البشر أشد تعقيدًا من عزوها لسبب أحادي؛ لكني أحب أن أمدّ القول في فكرة لطالما راودتني، وأحسب أن في معرفتها سدًا لفجوة من فجوات العلاقات بيننا .
لا توجد صفة حسنة لا ضريبة لها، فطباعنا مختلف ألوانها لكنها تسقى بماء واحد .
يتزوج أحدنا فتاة تهتم بنفسها، وأولادها، وبيتها بصورة مذهلة، وتتذكر كل المناسبات بينهم وهذا يسعده؛ لكنها سريعة الغضب ولا تتغافل وتكثر اللوم على المواقف اليومية؛ ولو تفكر لعلم أن الجامع بين الصفتين الحسنة وغير الحسنة= "الحرص على التفاصيل"، فمن شاء التمتع بالوجه الحسن لهذه الصفة فليستعد لدفع ضريبة ذلك أحيانًا .
تتزوج فتاة شابًا شهمًا كريمًا لا يبالي إن فرغ جيبه في سبيل سعادتها، لكنه أحيانًا يتفوه بكلمات تراها جارحة -ليس لدرجة الإهانة-؛ والجامع بين الصفتين الحسنة وغير الحسنة "قلة مبالاته بالمآلات والعواقب"، هذا ليس تسويغًا ولا إعذارًا؛ لكنها تفسيرات للفهم .
نعيش في كنف والد أو والدة يغضبون لأدنى زلة؛ فنحزن لهذا، لكنا نتذكر أنه طيب القلب ويرضى بعدها بأدنى محاولة؛ والجامع هنا "سرعة الانفعال" بالغضب والرضا .
وهكذا نحن في أحوالنا، لا نكاد نخلو من عيوب، ويأبى الله إلا أن تكون لطباعنا الحسنة توظيفات مزعجة أحيانًا؛ نحن بخير مادمنا نتعاذر، ولا نستسلم لنوازعنا الشوكية؛ بل نقلّم ما شذّ منها، ونكاثر مساوئنا بمواقف نبيلة، ونعتذر ألف مرة وواحدة إن أخطأنا ألفًا، ونعطي الحسنى ما وسعنا ذلك؛ حتى إذا غلبتنا نفوسنا وجد من حولنا رصيدًا يحتمل تغطية هذه الهفوة .
وبهذه الروح قد نقرأ المعنى العام في قوله صلى الله عليه وآله وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر"[1]
—————
[1] رواه مسلم (1469)