أما أنا فقد مللت !
مللت من فتيات في مقتبل العمر والحب .. تقدم قلبها رخيصا لعابر، مقابل حفنة من وعود وحروف .. لم يكلف نفسه حتى ليعقبها بخطوة ارتباط جادة .. ولو تم الرفض، يكفي أن يتم الفراق باحترام .. ودعاء بالخير ..
تصر إحداهن .. إنه يحبني ..
ما دليل حبه عندك ؟
لقد أكد لي إنه يحبني .. لطالما وعدني ببيت جميل دافئ .. لطالما وعدني أنه لا يستطيع أن يرتبط بغيري .. دحنا حتى اتفقنا على أسامي أولادنا !
وتظل مصرة أنه ما زال يحبها ولو اكتشفت بعد ذلك أنه مخادع، وكانت هي مجرد اسم إضافي في قائمة طويلة لمغامرات نقصه ..
ما زال يحبها ولو أصبح الآن متزوجا يبيت في فراش آمن .. بينما هي ما زالت تتسول على الأرصفة علاجا للنسيان ..
ما زال يحبها ولو أتاها اتصال بارد من بلاد بعيدة يبين فيه أن قد شق طريقا له، بلا عودة ..
ما زال يحبها ولو منّ الله عليها بخطيب صالح يحبها ويرجو رضاها .. وما زالت تعاني ببلاهة: مش قادرة أنساه .. والثاني بالفعل قد نساها !
هذه ليست فقرة أدبية ساخرة؛ هذه خلاصة لمئات الرسائل الواقعية والاستشارات المضنية عندي ..
ثم تغضب إحداهن حين أقول: "أنت غبية" !
غبية لأني مهذب يا سيدتي .. وأريد فقط أن أمارس تلك (الزقة) التي نبذلها لغافل يسير باتجاه طريق سريع يوشك أن يُدهس فيه .. (الطبطبة) هنا غير مجدية أبدا.
أنا لا أستطيع التعامل مع هذه الحالات ببرود ..
لي أسبوع فقط مع أهلي، ويتعجبون من ردود أفعالي ومن بعض انفعالي مع بعض ما يردني من مشاكل وأسئلة .. نعم؛ أعيش التفاصيل .. أتعامل مع السائل كأنه أخي لأبي وأمي .. ومع السائلة كأنها رقية أو عائشة ..
أفرح .. وأحزن .. وأضحك .. وأتألم ..
أنصح .. وأدعو .. وأتعاطف .. وقد أقسو وأوبخ ..
ولا يؤذيني شيء كسكب أحدكم (أحيانا) إو إحداكن (في الغالب) لماء قلبه وخلاصة روحه في أرض بور كاذبة .. ويؤذيني أكثر أن يأتيني وهو يظن أني سأسعى في استصلاحها لأتمادى معه في الخطأ الذي ابتدأه !
يا كل بنت "غلّي نفسك" ..
https://youtu.be/u13Ey-h2hy4يا كل ولد "كن رجلا" ..
https://youtu.be/3iQOGbF0EPQيا كل بنت لو مكنش رجلا = يبقى ملعون الحب اللي يذل .. ده لو كان حب أصلا.
محمد عطية