في ظل هذا "الرد" "الإسرائيلي" على إيران.. نُسدل الستار على شهر كامل تقريباً من مسرحية سمجة أشغلت متابعة بال ملايين الحمقى..
والتي قد سبق لنا وأن أسميناها بالمسرحية السمجة منذ بدايتها... فقد
هاجمت إيران اسرائيل مساء الأول من هذا الشهر 01-10، بـ رشقة من حوالي مئتي صاروخ بالستي. ترافقت مع إعلان رسمي بأن الهجمة "رد" على مقتل اسماعيل هنية في طهران بانفجار مجهول ينسب الى اسرائيل مساء 31-7 وردا كذلك على مقتل اللبناني (!!) حسن نصر الله زعيم الميليشيا اللبنانية حزب الله في بيروت ومعه الجنرال الإيراني نائب قائد فيلق القدس، نهار 27-9.. ولتنتهي الضربة حتى قبل إذاعة هذا البيان.. ما دفع حتى أشد التابعين لإيران للتساؤل علنا: أهذا كل الرد؟! أو بلجهتهم:
"بس هَيك؟!"
و
"هيدي هيي؟"
[يقصدون قيمة "سماحة السيد" عند إيران"]
ولتنطلق كذلك التساؤلات بحجم ونوع الرد الإسرائيلي على إيران؛ فهي "بالتأكيد لن تسكت عنها ولا يجوز لها أن تسكت"..
هل ستضرب المفاعلات النووية الإيرانية وتقضي على برنامجها النووي؟
هل ستضرب آبار النفط الإيرانية لتقتل إقتصاد إيران مطلقاً، وهو المشلول أساساً؟
هل سترمي قنبلة نووية على إيران وتنتهي من أمرها للأبد؟
واستمرت هذه التكهنات والترقبات
26 يوماً.. إلى أن جاء رد إسرائيلي محدود لم يتجاوز الخطوط التي قد تنتج أي تصعيد جديد. أو يعطي إيران ذريعة لإتمام بناء قنبلة نووية، أو يكسر موازنة نصف دول العالم برفع أسعار النفط إلى عند الله الغير موجود... لتكون ثنائية هذين الهجوم والهجوم المضاد: نسخة كربونية عن 🅰
الهجوم الإيراني على اسرائيل ليلة 13-4 : بطائرات مسيرة استغرقت 9 ساعات لعبور سماء العراق وسورية/الأردن، رداً على قتل اسرائيل 3 جنرالات إيرانيين في قصفها مبنى السفارة الإيرانية في دمشق.. و 🅱
الذي ردت عليه اسرائيل كذلك بعد 6 أيام، 19-4 بقصف المطارات الإيرانية بطائراتها الشبحية التي تعجز إيران [وغيرها] عن رصدها. (فتدخل سماء أي بلد وتفعل ما يحلو لها وتغادر قبل يعلم أهدافها ما أصابهم.) والذي لم ترد إيران عليه مطلقاً.
ولذلك فقد كانت تساؤلات القاعدة الشعبية لما يسمي نفسه "محور المقاومة والممانعة"، عقب الهجوم الإيراني مطلع هذا الشهر، مشروعة؛ فقد جاءت هذه الصلية الصاروخية بعد أسابيع عصيبة مر بها لبنان عموماً، والميليشيا الإيرانية في لبنان خصوصاً، بداية من 1️⃣ تفجير اسرائيل لأجهزة الـPagers 📟 التي يستخدمها أفراد الجماعة للتواصل، في وجوههم. فهي التي باعتهم إياها! ما أدى لجرح أكثر من 4000 شخص. ثم 2️⃣عشرة أيام من القصف الشامل الذي أخرج مليون لبناني جنوبي من بيوتهم نازحين، ثم 3️⃣ اغتيال قادة الميليشيا بسهولة كما لو أنها تصيد العصافير عن شجرة، وليس آخرهم زعيمها نصرالله في سرداب تحت ضاحية بيروت الجنوبية بعشرات الأمتار، والذي احتاج 85 طناً من القنابل لضمان قتله. ويحصد معه مئات الأبرياء طبعاً. (ولا قيمة لهولاء عند عصابات "حماس" ولا "حزب الله" ولا "جيش الدفاع".)
وفي وسط كل هذه الصورة المظلمة... ووسط غياب 🅰️مزعم "وحدة الساحات" و🅱️ أن "الاعتداء على أحد أفراد محور إيران اعتداء عليهم جميعاً" و ©️ أن "سيفتح ذلك حرباً إقليمية شاملة" (والذي هربت منه إيران مذعورة منذ صباح تنفيذ حماس "طوفانها" على اسرائيل في 07-10-2023)... فقد تعالت الأصوات وسط كل ذلك، من قلب قاعدة محور إيران الشعبية، متهمة ماما إيران (وبابا خامنئي) بتركهم وحيدين لموتهم، وأنها باعتهم وقبضت ثمنهم
(مستشهدين في ذلك في تصريحات الرئيس الإيراني ونائبه في زيارتهم جمعية الأمم المتحدة العامة السنوية، قبل بضعة أيام).. فما جاءت هذه الصلية الصاروخية إلا في محاولة يائسة لتكذيب هذه الأصوات. وإعطاءهم مادة مثيرة لعقولهم البسيطة ليستمنوا عليها.. لكنها لم تخدع أي عاقل. فلو كانت إيران جادة في "إزالة اسرائيل من الوجود"، لكانت استمرت بقصفها ليس بـ200 صاروخ خلال ساعة، بل 200,000 مستمرة دون انقطاع..
ولذلك، فربما كان وارداً لإسرائيل أن تمرر هذا العمل دون أي رد، كما
مررت سابقاً قصف نظام صدام حسين لإسرائيل بـ39 صاروخ أثناء عملية التحالف الدولي لتحرير الكويت، و«تحديه العرب أن يكملوها لـ40». فهكذا محاولة تفوح منها علامات اليأس لجرها لحرب محسومة بطرد الجيش العراقي من الكويت خلال أيام، لا تستحق الانجرار لها....
ومع ذلك وبعيداً عن 1991، فقد ردت في يومنا الراهن اسرائيل على إيران رداً يحقق كلا الأمرين بأن تقول أنها ردت؛ وأن لا تعطي إيران حجة للرد على الرد، فلا تضطر الأولى للرد على الرد على الرد، ولا تضطر الثانية للرد على الرد على الرد على الرد.... 😵💫😵💫 فأنهت اسرائيل، (وفعلياً بفضل ضغط وكبح قوي من الولايات المتحدة) سلسلة المسرحية الهزلية هذه؛ وجردت إيران من امتلاك حجة للهجوم عليها مجدداً، لتعود وتكمل ودون أن يشغل بالها شيء من مثيل "وحدة الساحات" أو "الحرب الإقليمية"، قتالها في لبنان.. و
قتلها في غزة.