.
خرجت أصوات هذه الأيام تتستر بجلابيب "الحرص" و "النقد" و "النُصح" تنبز المجاهدين وتسخر ممّا حدث لهم في ريف حماة الشمالي من تراجعٍ وانسحاب جرّاء القصف المُكثّف المُركّز على مناطقهم، وترمي كلامًا يدعو لإثارة الحسرة في قلوب المجاهدين وقادتهم وجماعتهم من فتح جبهة حماة، وتُذكّرهم بهزائمهم وتُقرّعهم بتقدّم أعداء الله عليهم.
ولا تخلو هذه الأصوات من "نفاقٍ" و "نشازٍ" إذ تحاول التكسّب من وراء دماء المجاهدين وجِراهم لأجل التشفّي فيهم وتحقيق ما في قلوبهم المريضة السوداء من غلٍّ وحسدٍ تجاه جماعةٍ أو قائد.
وهذا والله من عظيم الحرمان، وعظيم الانتكاس والضلال.. حيث لم تكتفي بقعودها عن الجهاد أو فسادها الذاتي بل راحت تنشر الفساد في خطوط الجهاد الأولى من إثارة اليأس في قلوب المجاهدين والحسرة.
وهؤلاء على خطرٍ عظيم، ندعو الله لهم بالهداية والعافية والشفاء، ولقد شابهوا منافقي المدينة في معركة أُحُد لمّا عاد المجاهدون للمدينة وقد وقعت بهم الهزيمة في آخرها فراحوا يشمتون بهم ويسخرون من مُصابهم ليحطوا من قادة المسلمين ويرفعوا من شأنهم بحجّة أنّهم ما كانوا ليفعلوا ما فعل أولئك القادة ولحرصوا على حياة المجاهدين !!
والمسلم وهو يرى هذه الأصوات وهذا الانحطاط الدنيء في تصفية الحسابات والمناكفات لا يمتلك سوا إعتزالها وأصحابها، وأن يُكثر من الدعاء لنفسه بالسلامة والعافية من هذه الأمراض الماحقة، وأن لا ينسى إخوانه المجاهدين المُنكسرين والذين تستهدفهم تلك الأصوات السيئة فيعمل لرفع معنوياتهم، وتجديد ثقتهم بالله، ومواساتهم بالكلمة الطيبة الحسنة وعدم إثارة التلاوم والتحاسب أمامهم.. فالمعارك إنّما تُخاض بالقلوب؛ فاحْرصوا على محاصرة قلوب إخوانكم بآيات الله ومهاجمتها بأحاديث رسول الله وقذفها بقصص الأبطال من الصحابة والتابعين، حتى لا تجد أقوال النشاز واللوم إليها من طريق، فترتد لأصحابها خاسرةٌ خاسئة.
.