قناة》فيصل بن غازي

يا لله ما أجمله من عنوان " الأخسرين أعمالا "

شاهدت إصدار قتل الدواعش الغادرين وبقيت أقلب العظات والعبر من دقائقه الأخيرة

كأني أرى ذلك الداعشي الخاسر وهو يكمن لشباب قضوا شبابهم في الانغماس والاثخان في العدو النصيري ويقتلهم غدراً ليفلحوا هم ويبوء هو بإثمها .
ثم يفضحه الله عز وجل ويأتي يوم القصاص ويجثوا الداعشي على ركبتيه والسيف على رقبته ثم يرفع رأسه عتياً كأنه ليس في مقام توبة ولا استغفار قائلاً " أنا لما قتلتهم اعتبرتهم مرتدين " أي قلب هذا وأي قسوة هذه التي قادته في دقائق الموت إلى الخسارة الكبرى فلا دنيا أقامها ولا آخرة كسبها.
إنها والله لخسارة عظيمة وندامة في الدنيا والآخرة حينما قال لأقارب الشهيد سامحني فرد عليه " والله لن أسامحك وسنلتقي أمام رب العالمين لنقتص منك "
ثم ماذا ؟ يخر على وجهه ميتاً بنار القصاص يلعنه أولياء الدم ويلعنهم اللاعنون .
لقد قتل الدواعش شر قتلة وشر مآل وقتل الشباب في جيش حلب خير قتلة وخير مآل
ولاح في آفاقنا قول الله تعالى { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالفجار}

الأربعاء ٣ / ٥ / ١٤٤٠ هجرية

هذا يوم من أيام الله ....
كشف الله فيه الخونة أهل الغدر الذين قاموا بخطف المجاهد المهاجر " شاكيل البريطاني " وطلبوا على إخراجه أربعة ملايين دولار أمريكي

كيف أن الله عزوجل فضحهم ومكن المجاهدين منهم حينما عبثوا بدماء المسلمين وأخافوا السبيل ؟!
وكيف أن الله عز وجل وفق هذه الثلة المباركة لينالوا أجر الوقوف في وجه الغدرة ويحرروا الأسير المظلوم من بين أيديهم سليماً معافا ؟!

لقد قست قلوبهم وأعمتهم شهوة المال عن النظر في حدود الله عز وجل وعن حساب الله لهم في اليوم الآخر.

بارك الله في هذه السواعد الطيبة ولا حرمكم الله الأجر وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين كل خير .

الذي يتأمل بعين الاعتبار يجد أن البلاء لا تطيقه أرواحنا وأن الانسان مطالب بأن يسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة
إن بلاء السجون شديد وخطير على دين الرجل ولك أن تعتبر من بعض الروايات التي كتبت في سجون الطواغيت ك...
( تزممارت - لا يسمعون حسيسها - تلك العتمة الباهرة - خمس دقائق فحسب - وغيرها )
كلهم يجمع على أن سجون الطواغيت هي جحيم الدنيا ويحرسها شياطين الأرض
جوع وتقتير وضيق وعتمة وسط عذاب نفسي ومعنوي
ومن أصعب اللحظات فيها أن ترجع بعد عز الجهاد في سبيل الله إلى ذل الطغاة والانكسار أمامهم حينما يصرخ بوجهك بأبشع الألفاظ أو يضربك بسياط العذاب التي يذكرك الشيطان حينها بأجمل أيام حياتك بفرحك وسرورك وكيف كنت ثم إلى اين صرت كي يكسر عزيمة قلبك وثباتك على دين الله عز وجل .

‏لقد سمعنا من أصحاب تلك المشاعر وتحسسنا آلامهم وعشنا في أعماق نفوسهم
وأقول كلاماً ليس بالهزل:
من عاش تلك المشاعر ووجدها وذاق كسر النفس ووأد أحلامها ونحر آمالها وتجرع كأس مرارتها والله لا يتمنى هذا السجن ولو لمخالف أو مناكف فضلاً عن أن ينصح به صديق.

[ دوافع تبني الارآء ]
يقول الشيخ إبراهيم السكران - فك الله أسره :

كنت في فترة من الفترات أناقش بعض الشباب مناقشة مباشرة في بعض الأفكار الخاطئة ثم اكتشفت أنه في كثير من الأحيان لم تكن المسألة شبهة علمية يعني لم تكن الفكرة أزعجته وفعلا يريد الدليل
وإنما كان هو حالة ضعف إيماني تدهور إيماني جعلته فريسة سهلة لكل الشبهات يعني تجيبه عن شبهة اليوم يأتي لك بشبهة أخرى غداً.
ولو تتبعت في القرآن تجد أن الله عز وجل في أكثر من موضع في القرآن يعرض فكرة منحرفة ويعظ أصحابها باليوم الآخر.

يقول صاحبي وقد قتل تقبله الله في معركة كسب :
نزلت بي مصيبة وأصابني هم وغم ما يعلم به إلا الله عز وجل قال ودخلت لأصلي في جامع قرية متأخرا عن صلاة الجماعة قال واذا بالاولاد يتلون القرآن في حلقة شيخهم المهاجر قال وبعد أن انتهوا مسكت غلامين وقلت قولوا اللهم فرج عن فلان مصيبته قال فدعوا لي قال ففرج الله عني الكرب .
سألته: ايش السر ؟
فقال لا أعلم وقع في قلبي أن أطلب الدعاء من أولاد الجامع فطلبتهم.

ثم بعد فترة وقفت على أصل لهذا الفعل
وهو ما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه كان يقول لغلمان الكُتاب:
"قولوا: اللهم اغفر لأبي هريرة"، فيؤمِّن على دعائهم، وكان عمر -رضي الله عنه- يطلب من الصبيان الاستغفار ويقول: إنكم لم تذنبوا.

[أسباب المغفرة لابن رجب الحنبلي -رحمه الله-]