أنا لا أشمت ولكن أتعظ:
القاريء المغامسي قال كلمة لم تعجب سيده،وهي من الأهوناء( جمع هين)ولاتثير غضب نفس،لكنه ينبذ ويطرد.
أنا لا أدري إلا شيئاً واحداً يعلمني في هذا الأمر،وهو أن عبودية الله أوسع الطرق للرحمة،وأن رب العالمين أرحم من نفس المرء على نفسه،ولا أحد أصبر منه جل في علاه،يخطيء العبد الأخطاء فيقبل الله توبته،ويعذره بجهله وخطئه،ويرفع درجته إن أناب.
هذا الرجل سبح بحمد سيده حتى أتى على الغاية من الضلال،والقى بأغلفة الجمال حتى على السلحان(من سلح يسلح،والمعنى بين)،ثم رأى ،ولم يثرب ولا نصح ولا طلح،ولكن قال ما يمدح،لكن لم يفهمه قاريء المائة والعشرين ألفاً من الكتب،فأخذه وزراه،ثم رماه،ولم يقبل منه سلح فمه ولا نفاق قلبه.
فيا قوم قولي لي:أعبودية الله أرحم ، أم عبودية هؤلاء من المخلوقات !؟.
أما أنا فعلى العتبة أصيح وأستغيث:لك العتبى حتى ترضى،فأنا بعبوديتك يا رب العالمين أرضى،وبها تقر العين وتسعد.