أكاد أجزم، أن الأحداث الجارية، قد أفقدَت النفوس توازنها، وغرق الكثير في الأحداث، بكلّ تفاصيلها ومشاعرها المختلفة المتضارِبة..
بينَ من أطبقَ الحزن على قلبه وروحِه، فلا يقضي يومه إلّا متتبّعًا للأحداث تاركًا واجباته ومهامه تجاه نفسه والأمّة، وبين من أحكمَ عليه سؤال ثقيل كبّله "طب أنا أنا إيش أسوّي؟"، وبين من يسعى جاهدًا للموازنة بين هذا وذاك، ولكنّه يفشل مرّات وينهض مرّات، وبين من ذابَ في كمّ المعلومات التي بحث عنها في هذه الفترة، وغرق في حشو الفِكر والعقل بالكثير الكثير، بغير منهجيّة ولا ضبط يرسّخ ما كان يتلقى.. وهلمّ جرًا..
بل حتى قبل الأحداث، وحتى إلى ما بعدها..
لا تنفكّ حاجة المسلم العامِل وبالأخص الساعي بدرب الإصلاح أينما كان موقعه في الميدان، إلى الوصول لحالة من السويّة النفسيّة كوسيلة تحقّق له غايته الكبرى في الحياة، ولا سبيل لذلك إلّا بتحقيق صفة "التوازن" كحالة دائمة بمختلف تمثّلاتها وإسقاطاتها الحياتيّة..
فالمشكلات تختلف ولا تنتهي، والعراقيل تتكاثر، والطريق طويل، والمشاعِر تضطرب، والسنن الإلهيّة فوق الجميع، وهلمّ جرًّا من متغيّرات مختلفة، ومنه، فإن حالة التوازن التي يُسبغها المرء على نفسه وروحه وعقله، تكون له سببًا قويًا للإستمرار، ودرعًا قويًّا أمام الإنكسار البشري الفِطري.
إليكم المادّة، مهمّة جدًا جدًا جدًا:
https://youtu.be/QQxtJ-TWXxM?si=WtHq0e7YyBqVaQKr