محمد إلهامي


Kanal geosi va tili: ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa: ko‘rsatilmagan


Похожие каналы

Kanal geosi va tili
ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


اقتصرت هذه الورقة على مناقشة الاستدلال الشرعي لولاية سيناء في إنزالها حكم الردة على موسى أبو زماط لتعاونه في تهريب السلاح إلى حركة حماس في قطاع غزة، واستندت في هذا النقاش على المدونات الفقهية والحركية لتيار السلفية الجهادية نفسه المتمثل في تنظيم القاعدة، وخلص إلى الآتي:

1. تقوم موانع عدة دون إنزال كل وصف وارد على الواقعة محل النظر

2. ذلك النوع من المسائل ليس جديدا يتناوله التيار الجهادي لأول مرة، بل هي مسألة مبحوثة من قبل ولها فيه نقاش ونتائج

3. وحركة حماس نفسها بوضعها الحالي كانت مسألة مبحوثة في فكر السلفية الجهادية ولم تصل فيها لا إلى حد تكفيرها فضلا عن تكفير من يتعاون معها

4. إنزال الحكم بالردة على مثل هذه الواقعة هو خروج عن أصول تيار السلفية الجهادية نفسه، ومن هنا تبدأ داعش لتكون في تأصيلاتها أقرب إلى الخوارج في تكفيرهم بما ليس بمكفر

5. وحتى لو سُلِّم من جهة النظر الشرعي ببناء الحكم القضائي فإن اعتبارات الفتوى في الواقعة نفسها تمنع من القضاء به لما له من آثار وتبعات تعود بالضرر على مجمل الحال

وهنا ينبغي التفكير بجدية وبعمق في الفصل بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين تيار السلفية الجهادية، لنكون أمام فصيل آخر، وربما يكون البداية لتيار جديد تكون السلفية الجهادية إلى جواره تيارا معتدلا وناضجا

https://goo.gl/qPAXVG


22 يناير، 2017

أسس عبد الرحمن الداخل ملكا في الأندلس، والمُلك هو ذروة لذائذ الدنيا، فليس فوقه لذة أخرى.

ومع ذلك، كان ينشد مشتاقا لموطنه في الشام تلك الأبيات الزاخرة باللوعة والحنين، لوعة يعرفها كل غريب!

أيها الراكب الميمم أرضي .. اقرئ من بعضي السلام لبعضي
إن جسمي -كما علمتَ- بأرض .. وفؤادي وساكنيه بأرضِ


أرى انحدارا عاما في شباب كانوا -وبعضهم لا زال- من "الإسلاميين" أو ممن نشؤوا في التدين، ثم أفاجأ بزوجاتهم تخرج عن "الزي الشرعي" وأحيانا عن حيائه وأخلاقه.

وهذا والله من أكثر ما يملأ قلبي حزنا..


تبتُ وصممت هذا الألبوم عام 2006، كنت حينها عضوا في الإخوان، وكانت هذه الفكرة لمحاولة نفض الغبار ومواجهة التشويه الذي تتعرض له الجماعة في الإعلام المصري، وكانت مصر تعيش في ذلك الوقت أجواء انفتاح نسبي كانت أبرز مظاهره فوز الإخوان بثمانية وثمانين عضوا في مجلس الشعب المصري، وهو الفوز الذي كان في وقته إنجازا تاريخيا.

قدرت أن هذا الألبوم هو فكرة جيدة في ظل انعدام وسائل الإعلام الإخوانية لتعريف شباب الجماعة وعموم المصريين بتاريخهم، وفي ذلك الوقت 2006 لم يكن الحصول على الصور والوثائق بهذه السهولة التي نعيشها الآن بعد ثورة الانترنت وابتداء اهتمام الجماعة بنشر تاريخها عليه.

حاولت في ذلك الوقت نشر هذا الألبوم لكن أحدا لم يتحمس له ممن عرضتهم عليه في الجماعة، ثم حاولت مرة أخرى نشره بعد ثورة يناير لكن أحدا أيضا لم يعره اهتماما.. ثم نسيته مع أحداث الثورة وضاع في أرشيف كتاباتي حتى انتبهت إليه اليوم، فتذكرته وقد مضى على كتابته ثماني سنوات حافلات.. فقررت نشره على الانترنت للجميع.

وهو على حاله منذ كان تأليفه أول مرة في 2006، لم أغير فيه ولم أضف إليه على رغم ما أتيح لي من معلومات جديدة وما أفاض به الانترنت وحركة التأليف من وثائق وصور جديدة، إذ هو -عندي- كالوثيقة.. وربما في قابل الأيام أفكر في إصدار طبعة موسعة لتاريخ الإخوان مصورا إن قدر الله تعالى ذلك.

—-------------

رابط الجود ريدز
https://www.goodreads.com/book/show/24645392--

وفيه رابط التحميل


الذين أرادوا أن يصلوا إلى مرحلة "الحرية بدون إسلام" ظنا منهم بأنه يمكن منها الوصول إلى "إسلام من خلال الحرية" غفلوا عن التفريق بين هذين النوعين من الديمقراطية، وظنوا أن الصراع الحضاري يمكن أن يُحسم بغير حروب مسعرة.. ولذلك كانت دماؤهم وحدها هي الثمن المسفوك دون النتيجة المرجوة.

https://melhamy.blogspot.com.tr/2014/10/blog-post_27.html


22 يناير، 2014

الصمود في حد ذاته مثير للإعجاب.. به تتغير موازين القوى ولو بعد مئات السنين!

الصمود في موقف قد يغير خريطة التاريخ لسنين أو لقرون أو للأبد..

والصمود في موقف مقابل قد يحفظ خريطة التاريخ لسنين أو لقرون أو للأبد..

كان إصرار الفاتح على فتح القسطنطينية لا يهتز، وبهذا فتح الله عليه بالفكرة العبقرية غير المسبوقة ولا الملحوقة، فتم له الفتح.. وسقطت المدينة التي ظلت صامدة في وجه المسلمين ثمانية قرون!

ثمانية قرون، كل قرن فيها يحكي حروبا وأهوالا وعواصف في مسار السياسة والحرب بين المسلمين والبيزنطيين، ما كان واحد منها ليكن لو أن المدينة فتحت في القرن الأول أو الثاني أو الثالث!

وفي المقابل: صمدت أسوار فيينا أمام ثلاث محاولات عثمانية، فحافظت على بقاء الصخرة الأوروبية أمام فتوح المسلمين حتى نبتت قوى روسيا وبروسيا وضعفت قوة العثمانيين، وانقلب الحال بالدولة العثمانية العظيمة التي لم يكن يقف لها شيء حتى صارت تدفع الجزية لروسيا الناشئة ثم صارت كالرجل المريض يتفقون على توزيع تركته.

قد تستطيع معركة واحدة تغيير وجه التاريخ..

أشهر مثال معروف هو معركة بلاط الشهداء (بواتييه) والتي لو انتصر فيها المسلمون لصارت باريس مثل قرطبة، ولربما كنا نحتفل الآن بالذكرى الألفية لسقوط روما وفتح عاصمة الكاثوليك (فحتى بعد الهزيمة ظل الإسلام في جنوبي فرنسا لمائتي سنة، فكيف لو انتصروا.. لا سيما إذا تذكرت أنه لم يكن عليهم الانتظار إلا نصف قرن فقط حتى تأتيهم جيوش الأغالبة من تونس في الجنوب فتفتح صقلية والجنوب الإيطالي وتكاد تصل إلى روما)..

هذا الصمود تلمسه في ضراعة النبي يوم بدر "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض".. لقد كانت المعركة مصيرية وفارقة، وكانت نتيجتها زلزلة في مسار التاريخ!

هذا الصمود تلمسه في آيات سورة الأحزاب، أصعب لحظة مرت على الدولة الإسلامية، اللحظة التي كادت جيوش الكفر تجتاح دولة الإسلام بجيش هو ضعف عدد سكان المدينة كلهم بنسائهم وأطفالهم!.. هذه لحظة "الزالزال الشديد"!

ومن عجيب تدبير الله أن النصر جاءهم بصمودهم لا بقتالهم، صمود أسطوري ثم فتح الله عليهم بإسلام رجل استطاع الإفساد بينهم، وأرسل ريحا جعلت حصارهم جحيما لا يطاق!

ماذا لو كان كل صامد في تلك المواقف رأى أن موازين القوى ضده فقرر الانسحاب والتنازل؟!

كنا سنكتب تاريخا آخر تماما..

فماذا إذا اقتصر هذا الانسحاب والتنازل على حملة الحق وأصحاب القضية؟!

كنا سنرى تاريخا كله سواد وظلم ودم.. تاريخا شنيعا بشعا لا يطاق..

فكيف إذا علمت -بنص كتاب الله- أن العدو لن يكف أبدا:

(أنظرني إلى يوم يبعثون)
(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)

لا بديل عن الصمود..

وهنا قد يأتي السؤال: هل الصمود يعني الاستمرار في معركة عبثية منعدمة التكافؤ؟!

والجواب: فرق بين المعارك الوجودية والمعارك الجزئية.. قد كان يمكن لخالد بن الوليد أن ينسحب من مؤتة إلى عاصمته الآمنة في المدينة، لكن لم يكن أمام أهل المدينة يوم الأحزاب إلا أن يصمدوا إلى المالانهاية.. الأولى معركة ضمن معارك، أما الثانية فمعركة الوجود، وخسارتها = الفناء.


"يا أيها الذين آمنوا: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"

هذه الآية تختبر إخلاص القلب قبل اختبارها مجهود البدن.. ولا يستغني أحدهما عن الآخر.


وهذه عادة النماذج الناجحة، يأخذ منها كل قوم على حسب فهمهم لها، بينما تظل الريادة والإبداع لمَنْ فعلها أول مرة، فصنعها على غير مثال سابق، وكان أفهم لواقع عصره ولإمكانياته من معاصريه، حتى نجح في الوصول إلى هدفه.

من كتابي #رحلة_الخلافة_العباسية الجزء الأول #العباسيون_الأقوياء


كيف استفادت الدولة العباسية من تاريخ التجارب الفاشلة للحركات السابقة؟.. وكيف استطاعت عبر قراءة التاريخ تنفيذ مشروعها بنجاح؟.. هذا درس يجب أن يستوعبه مؤسسوا الدول والدعوات

استوعبت الثورة العباسية دروس التاريخ القريب، فكم من ثورة قامت ضد الأمويين لم تنجح في الوصول إلى أهدافها! لكنَّ العباسيين تمكَّنوا من تجنب أسباب الفشل في هذه الحركات جميعًا.

1- انحراف الأفكار والعقائد

فقد خلت الدعوة العباسية من الأفكار المنحرفة عن الخط الإسلامي، تلك الأفكار التي كانت تنفر الكثيرين من الانضمام إلى الحركة؛ على ما لها من شعارات جاذبة ودور في مقاومة المظالم القائمة آنذاك، لقد كانت الأفكار المنحرفة من أسباب فشل ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي؛ الذي نادى بإمامة محمد بن الحنفية بعد الحسن والحسين، وفي سبيل دعوته هذه زعم أنه يعلم الغيب، وأن الوحي يأتيه، وأن جبريل يجالسه، ثم عظَّم كرسيًّا خشبيًّا وزعم «أن فيه سرًّا» وأنه مثل تابوت بني إسرائيل، ثم ختم ضلالاته بادعاء أن محمد بن الحنفية لم يمت وأنه سيظهر مرة أخرى.

2- التسرع في الخروج

بينما كان العلويون الأكثر في مجال المعارضة السياسية منذ أن قامت الدولة الأموية؛ فإنهم تكشفوا للعيان قبل أن تنضج ثمرة المعارضة، مما مَكَّن سلطة الخلافة الأموية من الإجهاز على كل حركة أو تمرُّد علوي، وكان حصاد ذلك آلاف القتلى وآلاف المعتقلين؛ ممن أُلِّفت بشأنهم المصادر تحت عنوان «مقاتل الطالبيين»؛ حتى قال الإمام الزهري ما يُشبه أن يكون قاعدة مريرة: «أهلك أهل هذا البيت العجلة». وهذا على خلاف العباسيين الذين آثروا الاختفاء بدعوتهم إلى وقت مناسب.

في سائر الثورات الماضية يكاد لا يوجد وقت بين الرغبة في الخروج وبين الخروج الفعلي، ما إن تنقدح الفكرة في الذهن ويبدو أن ثمة أتباعًا وأنصارا حتى يتم التحرك للثورة.. ولقد اضطرد هذا منذ ثورة الحسين بن علي (رضي الله عنهما) وحتى ثورة حفيده زيد بن علي؛ التي تعد آخر الثورات في عهد القوة لبني أمية.. بينما سنجد العباسيين قد أمضوا ثلث قرن في الترتيب والاستعداد المنظم الهادئ، لم تُغْرهم لحظة ضعف عابرة للأمويين فتخرجهم عن خطتهم المنتظمة، ولم تُغرهم ثورة أخرى بدا وكأنها ستنتصر؛ فسارعوا يريدون الإفادة منها والإمساك بزمامها؛ بل ظلُّوا على حالهم من الترقب والاستعداد، فربما تدخَّلُوا ببعض المساندة في ثورة عبد الله بن معاوية؛ لكنهم ظلُّوا بعيدًا عن زعامتها الظاهرة؛ فاستطاعوا النجاة حين فشلت الثورة.

ويلاحظ بعض المؤرِّخين أن الدعوة العباسية عبر نحو ثلاثين سنة (100 - 129هـ) كانت تنشط إذا خلا الجو من رؤساء علويين، وتضعف إذا ظهر منهم أحد.

لقد كان خروجُ العباسيين خروجَ من استكمل العدة؛ حتى قال يحيى بن نعيم داعيًا إلى التحالف بين اليمانية ونصر بن سيار: «إن هذا الرجل إنما ظهر أمره منذ شهر، وقد صار في عسكره مثل عسكركم».. وبمثل هذا الأسلوب نجحت الثورة العباسية.

3- اختيار الرجال

لم يكن اختيار كبار الدعاة أو النقباء اختيارًا عشوائيًّا، وإنما كان يتم بين أصحاب القدرات الأخلاقية والثقافية والدبلوماسية، وهي صفات لازمة للحوار والإقناع، ثم كان أغلب هؤلاء يتم اختياره من بين اليمانية وقادتهم ومواليهم من الفرس، واليمانية على خلاف مع بني أمية الذين فَضَّلوا الاعتماد على القيسيين في آخر دولتهم.

والحق أن رجال الدعوة العباسية كانوا على مستوى المهمَّة، منذ سلمة بن بجير، مرورًا ببكير بن ماهان، وأبي سلمة الخلال، وأبي عكرمة السراج، وسليمان بن كثير، وأبي مسلم الخراساني، وقحطبة بن شبيب.. وغيرهم ممن رأى ثمرة الدولة بعد جهاده في الدعوة.. لقد ضربوا أمثلة في الإخلاص للدعوة والصبر والثبات وتحمل المشاق في سبيلها، وأمثلة في الكفاءة والانتباه وحسن الإدارة والتنظيم والتخطيط.

إن كل دعوة تحتاج أمثال هؤلاء الرجال؛ لكي تنهض بهم وعلى أكتافهم، ولو أن أحدًا من زعماء الثورات السابقة اطلع على الغيب لما تمنى أكثر من أن يكون في ركابه رجال كهؤلاء، لا سيما أولئك الذين خرجوا وأتباعهم كثير؛ فلما فاجأتهم الخطوب قُتِلوا وما معهم إلا قليل.

4- تجربة رائدة

لقد كانت تجربة الثورة العباسية في إنشاء التنظيم السري القائم على عقيدة دينية تجربة رائدة، نجحت في إزالة دولة وإقامة دولة؛ ولذا ظلت هذه الطريقة نهجًا متبعًا لكثير من الحركات والتنظيمات فيما بعد، فكثيرون أولئك الذين حاولوا إنشاء الدول بهذه الطريقة؛ سواء أكانوا علويين أو غيرهم، وسواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، ولا نبالغ إن قلنا: إن نحو ثلث الثورات التي واجهها العباسيون كانت لتنظيمات سرية تقوم على مفاهيم دينية، وأشهر من نجحوا في ذلك: الدولة العبيدية (الفاطمية) فيما بعد، كما أن العلويين هم أشهر من فشلت تنظيماتهم، وثمة قوم نجحوا حتى صاروا شوكة هائلة لفترة طويلة كالقرامطة والباطنية؛ غير أنهم لم يصلوا إلى مرحلة الدولة!


يحتاج الحاكم إلى تقوى الله لكي يرزقه الله الفراسة والبصيرة.. وهكذا كان الخليفة العباسي المعتضد بالله

كان وقَّافا عند حدود الله، فعندما دخل عليه الفقيه أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه رأى حوله من الخدم غلمانا من الروم حسان الوجوه فكأنه اشتبه على المعتضد أنه يقع في الحرام معهم، ففهم المعتضد هذا الظن فخلا به وقال: أيها القاضي والله ما حللت سراويلي على حرام قط.

ومن ذلك أن أحد علماء السلاطين جمع له كتابا فيه رُخَص العلماء، بحيث جمع له في كل أمر قول من أباحه، فاستشار فيه القاضي إسماعيل بن إسحاق الذي بُهِت لما فيه وقال: «يا أمير المؤمنين إنما جمع هذا زنديق. فقال: كيف ؟ فقلت: إن من أباح المتعة لم يبح الغناء، ومن أباح الغناء لم يبح إضافته إلى آلات اللهو، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه. فأمر بتحريق ذلك الكتاب».


وقد أورثته هذه التقوى فراسة قوية وأمورا تعد من الكرامات، من هذا أنه استيقظ مفزوعا فأمر بالقبض على أول مركب فارغة تعبر نهر دجلة وأن يأتوه بصاحبها، ففعلوا، فلما أدخلوه عليه «فحين رآه الملاح كاد يتلف، فصاح عليه صيحة واحدة عظيمة كادت روحه تخرج معها، فقال: أصدقني يا ملعون عن قصتك مع المرأة التي قتلتها وسلبتها اليوم وإلا ضربت عنقك. فتلعثم، وَقَالَ: نعم كنت اليوم سحرا في مشرعتي الفلانية، فنزلت امرأة لم أر مثلها، وعليها ثياب فاخرة، وحلى كثير وجوهر، فطمعت فيها، واحتلت عليها حتى سددت فاها وغرقتها، وأخذت جميع ما كان عليها، ولم أجترئ على حمل سلبها إلى بيتي لئلا يفشو الخبر علىَّ، فعملت على الهرب، وانحدرت الساعة لأمضي إلى واسط، فعوقني هؤلاء الخدم وحملوني.

فقال: وأين الحلي والسلب.

فقال: في صدر السفينة تحت البواري.

فقال المعتضد للخدم: جيئوني به، فمضوا واحضروه وَقَالَ: خذوا الملاح فغرقوه! ففعلوا ثم أمر أن ينادى ببغداد كلها على امرأة خرجت إلى المشرعة الفلانية سحرا وعليها ثياب وحلي يحضر من يعرفها، ويعطي صفة ما كان عليها ويأخذه، فقد تلفت المرأة، فحضر في اليوم الثاني أو الثالث أهل المرأة فأعطوه صفة ما كان عليها، فسلم ذلك إليهم. قَالَ: فقلنا: يا مولاي، أُوحي إليك؟! فقال: رأيت في منامي كأن شيخا أبيض الرأس واللحية والثياب، وهو ينادي: يا أَحْمَد! خذ أول ملاح ينحدر الساعة فاقبض عليه، وقرره خبر المرأة التي قتلها اليوم وسلبها، وأقم عليه الحد فكان ما شهدتم».

ومن فراسته ما توقعه من انهيار أمر الخلافة إذا ما وصلت إلى ابنه المقتدر، وقد صدقت فراسته بالفعل، فقد أورد الخطيب البغدادي عن صافي الحرمي خادم المعتضد قال:

«مشيت يوما بين يدي المعتضد وهو يريد دور الحُرَم، فلما بلغ إلى باب شغب أم المقتدر وقف يسمع ويطلع من خلل في الستر، فإذا هو بالمقتدر -وله إذ ذاك خمس سنين أو نحوها- وهو جالس وحواليه مقدار عشر وصائف من أقرانه في السن، وبين يديه طبق فضة فيه عنقود عنب في وقت فيه العنب عزيز جدا، والصبي يأكل عنبة واحدة ثم يطعم الجماعة عنبة عنبة على الدور حتى إذا بلغ الدور إليه أكل واحدة مثل ما أكلوا حتى أفنى العنقود، والمعتضد يتميز غيظا.
قال (صافي الحرمي): فرجع ولم يدخل الدار ورأيته مهموما.

فقلت: يا مولاي ما سبب ما فعلته وما قد بان عليك؟

فقال: يا صافي والله لولا النار والعار لقتلت هذا الصبي اليوم فإن في قتله صلاحا للأمة.

فقلت: يا مولاي حاشاه أي شيء عمل أعيذك بالله، يا مولاي، العن إبليس.

فقال: ويحك، أنا أبصر بما أقوله، أنا رجل قد سُسْتُ الأمور وأصلحت الدنيا بعد فساد شديد، ولا بد من موتي، وأعلم أن الناس بعدي لا يختارون غير ولدي، وسيُجْلِسون ابني عليا -يعني المكتفي- وما أظن عمره يطول للعلة التي به، فقال صافي، يعني الخنازير (وهو تضخم الغدة الليمفاوية حتى تصير الرقبة متضخمة، فيكون المنظر أشبه بالخنزير ) التي كانت في حلقه فيتلف عن قرب ولا يرى الناس إخراجها عن ولدي، ولا يجدون بعده أكبر من جعفر فيجلسونه وهو صبي، وله من الطبع في السخاء هذا الذي قد رأيت من أنه أطعم الصبيان مثل ما أكل وساوى بينه وبينهم في شيء عزيز في العالم، والشح على مثله في طباع الصبيان، فيحتوي عليه النساء لقرب عهده بهن، فيقسم ما جمعته من الأموال كما قسم العنب ويبذر ارتفاع الدنيا، ويخربها، فتضيع الثغور، وتنتشر الأمور، وتخرج الخوارج وتحدث الأسباب التي يكون فيها زوال الملك عن بني العباس أصلا.

فقلت: يا مولاي بل يبقيك الله حتى ينشأ في حياة منك ويصير كهلا في أيامك ويتأدب بآدابك ويتخلق بخلقك ولا يكون هذا الذي ظننت.
فقال: احفظ عني ما أقوله فإنه كما قلت.

قال (صافي الخادم): ومكث يومه مهموما وضرب الدهر ضربته ومات المعتضد وولي المكتفي فلم يطل عمره، ومات وولي المقتدر فكانت الصورة كما قال المعتضد بعينها»

من كتابي #رحلة_الخلافة_العباسية الجزء الثاني #العباسيون_الضعفاء


نموذج من التشويه للتاريخ الإسلامي..

وقد ظلت ثورة الزنج عملا شنيعا ومرفوضا، ويذكره المؤرخون المسلمون بكل أسى وحزن حتى انبعث في هذا العصر الحديث من «أعاد النظر» في هذه الحركة الدموية وقدمها للناس على أنها «ثورة» بل و«ثورة إصلاحية» أيضا، وانطلق أولئك من مرجعياتهم الفكرية في تشويه التاريخ الإسلامي، فمنهم الماركسي الذي يريد الطعن في التاريخ الإسلامي ليثبت نظريته المادية في التاريخ وحركته الطبقية المبنية على أوضاع اقتصادية وأن الإسلام لم يكن شيئا إلا خرافات في أذهان معتنقيه فهو نوع من «أفيون الشعوب»، ومنهم الشيعي الذي يريد أن يراها ثورة علوية، ومنهم القومي الذي أراد عبر بعض الشخصيات العربية أن يجعلها ثورة عربية على الحكم التركي، فهكذا اختلفت منطلقاتهم ودوافعهم واتفقوا في تزويرهم للتاريخ الإسلامي والطعن فيه، وقد أبدى كل منهم ما استطاع من قدرة على التضليل ليصل إلى هدفه ومبتغاه.

وقد تتبع د. هاني السباعي التأليف عن هذا الموضوع في مقاله «العلمانيون وثورة الزنج» فقال:
«كان لطه حسين السبق في إبراز أحداث النشاز في التاريخ الإسلامي ؛ ففي سنة 1946 نشر مقالة في مجلة (الكاتب المصري)[مايو 1946م، ثم نشرها في كتاب ألوان] بعنوان (ثورتان) حث فيها طه حسين الأدباء والمثقفين العرب على استلهام ثورة الزنج كما استلهم الأوربيون ثورة (سبارتكوز) بغية الوصول إلى العدالة المنشودة على حد زعمه ومن ثم فقد فتح طه حسين شهية العلمانيين وخاصة الماركسيين والشيوعيين ومن يسمون أنفسهم اليسار الإسلامي! وأرباب المدرسة الاعتزالية للنيل من الإسلام بحجة البحث والإبداع وإيصال الماضي بالحاضر! وفي منتصف الخمسينات نشر فيصل السامر ـ شيوعي عراقي ـ كتابه (ثورة الزنج) وفي سنة 1961 نشر اللبناني اليساري أحمد علبي كتابه (ثورة الزنج وقائدها علي بن محمد) .. ثم ألف د. محمد عمارة (معتزلي حاليًا وماركسي سابقًا) كتابه (مسلمون ثوار).. كتب فصلًا مطولًا عن صاحب الزنج وتعاطف معه وحسن صورته وبيض فتنته عكس من سبقه من الكتاب!! فمثلًا: الكاتب أحمد علبي ذكر أن لصاحب الزنج وثورته سلبيات.. أما الدكتور عمارة فلم يثبت هذه السلبيات ـ أقصد الجرائم التي ارتكبها صاحب الزنج في حق الإسلام ـ ثم توالت الكتابات حيث نشر معين بسيسو مسرحيته الشعرية (ثورة الزنج) .. وكتب نور الدين فارس مسرحيته الشعرية (لتنهضوا أيها العبيد) .. ثم عاود أحمد علبي الكتابة عن صاحب الزنج فنشر سنة 1985 كتابه (ثوار وعبيد) .. وفي سنة 1995 صدر كتاب (شخصيات غير قلقة في الإسلام) لهادي العلوي وخصّ صاحب الزنج بفصل كامل وسار على درب من سبقه من يساريين وعلمانيين!!».
انظر مقال: العلمانيون وثورة الزنج. موقع مركز المقريزي للدراسات التاريخية (www.almaqreze.net).

قلتُ (إلهامي): وقد حفلت المجلات العلمية العراقية –كالمورد- بمقالات وبحوث في هذا الصدد، فقد كانت موطنا للقوميين واليساريين تحت حكم البعث العراقي، ولم يكن لهذه المقالات من رائحة «العلم» إلا هذا الثوب المصطنع الذي يخدع البسطاء بزخارفه بينما هو في الحقيقة لا يعتمد على أي أساس علمي في نقده للروايات التاريخية وتفكيكها ولا أي أساس علمي في تركيب رؤيته بمنهج علمي منضبط!
ولهذا شن المؤرخ العراقي البارز د. فاروق عمر فوزي هجومه على هؤلاء -رغم أنه يُحسب على القوميين- هجومه على هذه القراءات غير المتمعة بأي انضباط علمي في عدد من مؤلفاته مثل: التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين.
ونحن نرجو أن يتراجع الدكتور محمد عمارة -وهو من الفضلاء المنافحين عن الإسلام أمام الاتجاهات العدائية- عن رأيه في حركة الزنج هذه، ذلك أنه كَوَّنه في بداية خروجه من الماركسية وكتابته في الفكر الإسلامي بكتاب «مسلمون ثوار» (وقد كان هدف هذا الكتاب بالأساس الدفع عن المسلمين تهمة الماركسيين –وقتها- بأن الفكر الإسلامي لا يعرف الثورة وأن المسلمين بلا تاريخ ثوري) فهو رجل لا يتحرج من إعادة كتابة أفكاره، ومؤخرا يبدو أقرب إلى الفكر الإسلامي السني أكثر من أي وقت مضى، فيما احتفظت مؤلفاته الأولى بِنَفَس ماركسي قومي اشتراكي!

من كتابي #رحلة_الخلافة_العباسية الجزء الثاني #العباسيون_الضعفاء


ولما اجتمع الناس، وقامت الخطباء لبيعة يزيد، وأظهر قوم الكراهة قام رجل من عذرة يقال له يزيد بن المقنّع، فاخترط من سيفه شبرا ثم قال: أمير المؤمنين هذا- وأشار بيده إلى معاوية- فإن مات فهذا- وأشار بيده إلى يزيد- فمن أبى فهذا- وأشار بيده إلى سيفه. فقال له معاوية: أنت سيد الخطباء.

—----

تتردد تلك الرواية في كل كتاب يريد الطعن في معاوية رضي الله عنه، أو يريد الطعن في بني أمية على الجملة، أو يريد الطعن في التاريخ الإسلامي عموما، أو حتى يريد الطعن في مفهوم الخلافة كله..

ومن أسف أنها وقت في كتابات بعض المشايخ لشهرتها دون أن يتحروها وأن يتثبتوا منها، إنما حملهم على روايتها اندفاعهم في مهاجمة الاستبداد وغصب الحكم بالقوة، وفي الدفاع عن الشورى وحق الأمة.. ومع نبل دوافعهم فلا يليق بهم إيرادها لأسباب نسوقها الآن.

1. تلك الرواية على شهرتها إنما وردت في كتب الأدب، وأول ما وقع لي ممن رواها الجاحظ (ت 255هـ) في "البيان والتبيين" ثم ابن قتيبة (ت 276هـ) في "عيون الأخبار" ثم ابن عبد ربه (ت 328هـ) في "العقد الفريد".

وفي تلك الكتب جميعا رُوِيَتْ بلا إسناد.

وهي في كتاب الجاحظ وابن قتيبة جاءت في سياق الكلام الفصيح ومواهب البلاغة ونحو هذا مما يهتم به كتاب الأدب بغض النظر عن قيمته التاريخية، فكتب الأدب تطلب من الحكايات والألفاظ والتعبيرات ما كان فصيحا أو جذابا.. وهكذا ذكرها الجاحظ في باب: أسجاع الكلام، وذكرها ابن قتيبة في باب: التلطف في الكلام والجواب.

ولذلك استمر ترداد الرواية في كتب مثل "المرقصات والمطربات" و"المستطرف" ونحوه.

وأول من أوردها في سياق (التاريخ) هو ابن عبد ربه في "العقد الفريد"، وهذا الكتاب هو من جملة كتب الأدب، لكنه وضع فصلا في التاريخ فأورد هذه فيها. وأوردها كذلك بلا إسناد ولا مصدر.

2. أما أول ذكر لها في كتب التاريخ حسبما رأيت، فهو ابن الأثير (ت 630هـ) في "الكامل" ثم سبط ابن الجوزي (ت 654 هـ) في "مرآة الزمان"، وكلاهما توفيا في القرن السابع للهجرة.

ومن المعروف بممارسة الكتاب أن ابن الأثير يختصر ما في الطبري (ت 310هـ) وما في "تجارب الأمم" لمسكويه (ت 421هـ)، مع ما يقع له من الزيادات، وكلا هذين الكتابين، وهما عمدة ابن الأثير، لم ترد فيه تلك الرواية. وهذا بالرغم من توسع الطبري في إيراد ما تصل إليه يده مهما ضعف سنده واستشنعه سامعه.

وأما سبط ابن الجوزي فقد نسبها إلى الواقدي (أو المدائني، بحسب الاختلاف في المخطوطات، والأرجح أنه من التصحيف)..

وكلاهما مؤرخان مشهوران معروفان بكثرة التواريخ، إلا أن الرواية عن كل منهما لا تصح، فأما الواقدي فمتروك لا تؤخذ روايته، لا سيما ما انفرد به.

وأما المدائني فاختلفوا فيه فوثقه ابن معين وغيره وقال ابن عدي: ليس بالقوي. لكن حتى لو قلنا بأنه ثقة صدوق، فليس لدينا سند الرواية لنعرف من قبله، فهو قد توفي (225هـ) أي بعد أكثر من قرن ونصف من زمن الرواية.

لكن اللافت للنظر أن كلا من الواقدي والمدائني ممن انتشرت رواياتهم بكثرة في كتب التاريخ، لسعة علمهما بالتاريخ وغزارة ما روياه، ومع هذا فقد كانت تلك الرواية من بين الروايات التي أعرض عنها الناقلون عنهما مع كثرتهم، وهو ما قد يشكك في روايتهما لها أو يشير إلى ضعفها الشديد وازدراء الرواة لها، فإنهم قد رووا الكثير الغزير مع ضعفه ونكارته.

والمدائني عراقي، حياته بين البصرة والمدائن ثم سكن بغداد إلى أن مات، وكان في زمن العصر الذهبي للخلافة العباسية أيام الهادي والرشيد والمأمون والمعتصم، فالغالب أن يكون مصدره -إن صح أنه مصدر سبط ابن الجوزي أصلا- عراقيا، والعراقيون في زمن العباسيين كثرت فيهم الروايات الطاعنة في الأمويين.. فهذه، مع جهالتنا سنده إن كان له في روايتها سند، تضيف سببا جديدا لعدم الثقة في الرواية.

هذا من حيث السند..

وأما من حيث المتن، فيصعب تصور أن يقال مثل هذا التهديد في حضرة الرجال الذين استقدمهم لمعاوية لاستشارتهم في أخذ البيعة لولده، فهو تهديد لوجوه قبائل العرب وزعمائها، وهم من يستثير حميتهم كلام أقل من هذا بكثير..

وفي تفاصيل الرواية اضطراب، فأحيانا ترد على أن المتكلم أنقذ معاوية لما لم يدر ما يقول، وأحيانا على أنها كانت ردا على من أظهر الكراهة لبيعة يزيد، وأحيانا أنها كانت في سياق خطب كلها مؤيدة لتولية يزيد.

ويلوح لي أن متحدث بني عذرة، لم يكن في ذلك الوقت ليجرؤ على مثل هذا التهديد،

الخلاصة:

غاية ما وصل البحث إليه في سند تلك الرواية أنها مروية بلا سند..

وأقوى احتمال لروايتها هو في غاية الضعف، وهو أن يكون سبط ابن الجوزي نقلها عن كتاب مفقود للمدائني، وليس ثمة سند معروف فوق المدائني.

وقد تركها المؤرخون الأوائل جميعا مع توسعهم في الرواية حتى كان أول ذكر لها هو ابن الأثير في القرن السابع للهجرة.


كثير من الوسائل قد تزيح #عنان من المنافسة. لكن لا شئ غير الرصاصة سينزع #السيسي من الرئاسة.

وعنان ومن حرضه على الترشح أول من يدرك هذا.

وتلك معركة لا دخل فيها للصناديق!

(وتنزع الملك ممن تشاء)


قبل نحو عام نشر مدير البعثات التنصيرية العالمية للمشيخية البروتستانتية هذا الفيديو الذي يحكي كيف أن فترة #السيسي هي الأفضل بالنسبة لهم خلال المائة وخمسين عاما الماضية، ويذكر الأراضي والتسهيلات التي أعطاها لهم نظام السيسي وتشجيعهم على بناء الكنائس والمدارس واستئناف العمل الذي بدأ قبل مائة وخمسين عاما.

لماذا مائة وخمسين عاما بالتحديد؟! هذا هو موضوع مقالنا اليوم!

في مثل هذا اليوم (18 يناير 1863م) توفي سعيد باشا، الحاكم الثالث من سلالة محمد علي باشا.. والذي يشبه السيسي في كثير من الأمور

https://goo.gl/pBoqSz


فالرجل قد بلغ من الصراحة -أو الوقاحة - حدَّ أن اعتبر الهجمة على الإسلام بعد أحداث سبتمبر 2001 "فرصة ذهبية"، ودعا إلى تأسيس كليات تحارب الدين قبل كليات تعلم الكيمياء، فقال: "فبمواجهة كل كلية شريعة أو معهد ديني ينبغي أن نؤسس كليات لتدريس تاريخ الأديان المقارن، أو علم الاجتماع الديني، هذا أهم من تدريس الكيمياء أو الفيزياء، أو قل: إن له الأولوية حاليًا .. إننا يجب أن نلتحق بفولتير وتصوره الطبيعي عن الدين والأخلاق، فالدين الحقيقي هو الدين الطبيعي"

http://www.noonpost.org/content/5086


قطر الندى.. المرأة التي اختزلت فيها قصة الدولة الطولونية

تلاقت الرغبتان، رغبة خمارويه بن أحمد بن طولون ورغبة المعتضد في إنهاء النزاع بين الدولة العباسية والطولونية، ولقد كان هذا سهلا فيما يخص الطولونيين، إذ إنهم ليسوا دولة دعوة كما هو الحال مع العلويين والخوارج، وليسوا من العرب فينافسون العباسيين على الخلافة، وإنما يناسبهم أن يكونوا كالأغالبة في إفريقية والطاهريين في خراسان والسامانيين فيما وراء النهر، دول تتمتع بحكم ذاتي مع الانضواء تحت راية الخلافة وربما دفع مبلغ من الأموال سنويا كدليل على هذا الانضواء وقياما بواجبها نحو السلطة المركزية.. كذلك لم يكن الخلاف بين الموفق وابن طولون أكثر من الخلاف السياسي، فليس بينهما ثارات شخصية أو حروب طويلة.

بادر خمارويه بإرسال الهدايا والتحف إلى المعتضد أول توليه الخلافة (279هـ)، وعرض على المعتضد بنته قطر الندى لتتزوج من ابن المعتضد، وبهذا العرض أراد خمارويه توثيقا للروابط وإنهاء للنزاع القديم وضمانة بألا يخالف خمارويه على المعتضد، فتلقى المعتضد كل هذا بالحفاوة والإكرام، وعاد الوزير بهذه الرسالة (25 ربيع الأول 280هـ) باتفاق يقتضي دفع مائتي ألف دينار للخلافة عن السنين الماضية، وثلاثمائة ألف دينار في كل سنة، واتخذ المعتضد قطر الندى زوجة له
بصداق مليون درهم كدليل على مزيد من التكريم.

وبدأ خمارويه في التجهيز الأسطوري لقطر الندى..

الزفاف الأسطوري

وقد فاضت كتب التاريخ بأنباء هذا الزفاف الأسطوري الذي صنعه خمارويه لابنته قطر الندى، حتى لقد شك بعض المؤرخين أن المعتضد قد يكون قَصَد إلى إفقار خمارويه وهو ما نستبعده بلا شك، ونرى أن هذا الإسراف إنما هو لغرض التفاخر والتباهي وبقائه كأسطورة على مر التاريخ.

لم يُبق خمارويه «خطيرة ولا طرفة من كل لون وجنس إلا حمله معها، فكان من جملته: دكة أربع قطع من ذهب، عليها قبة من ذهب مشبك، في كل عين من التشبيك قرط معلق فيه حبة جوهر لا يعرف لها قيمة، ومائة هون من ذهب... وحمل معها ما لم يُرَ مثله، ولا يسمع به... ولما فرغ خمارويه من جهاز ابنته أمر فبنى لها على رأس كل مرحلة تنزل بها قصر، فيما بين مصر وبغداد... فكانوا يسيرون بها سير الطفل في المهد، فإذا وافت المنزل وجدت قصرًا قد فرش فيه جميع ما يحتاج إليه، وعُلِّقت فيه الستور، وأعد فيه كل ما يصلح لمثلها في حال الإقامة، فكانت في مسيرها من مصر إلى بغداد على بعد الشقة، كأنها في قصر أبيها تنتقل من مجلس إلى مجلس».

فرحة لم تكتمل!

وصلت قطر الندى إلى بغداد (281هـ)، في يوم من أيام بغداد، وكان الزفاف على المعتضد (5 ربيع الأول 282هـ)، وصفت العلاقة بين الخلافة والدولة الطولونية وبدا أن الصفحة قد طويت وأن الأيام القادمة هي أيام الهناء.

إلا أن شهورا معدودة حملت جديدا غير متوقع، ذلك أن خمارويه بن أحمد بن طولون قُتِل على فراشه على يد بعض خدمه (ذي الحجة 282هـ)، وتولى الأمر من بعده ابنه جيش، لكنه لم يكمل في الحكم إلا ستة أشهر ثم قتله أخوه هارون، وتولى مكانه، وكان هذا بداية اضطراب الدولة الطولونية، التي كانت قد بلغت شأوا عظيما، فانحدرت بسرعة غير متوقعة إلى الانهيار.

التزم هارون بن خمارويه بأداء مليون ونصف دينار إلى الخلافة كل عام، فأقره المعتضد على هذا، فتفرغ هارون لتثبيت أمره في الولايات التابعة له في مصر والشام، ثم تنازل هارون عن ولايات قنسرين والعواصم وسلمها للخلافة (286هـ) مقابل أن تقره الخلافة على ما في ملكه من مصر والشام، وعلى أن يدفع لها سنويا نحو نصف مليون دينار. وهذا في حد ذاته دليل على ضعف الدولة الطولونية.

في العام التالي (287هـ) توفيت قطر الندى بنت خمارويه، زوجة المعتضد، فكأن عُرسها كان عُرس العلاقة بين الخلافة ودولة أبيها، فلما انقضى العُرس انقضى زمانها!

وهكذا تفعل الدنيا بالملوك.. ينفقون ما استطاعوا لحفظ عروشهم ثم يأتيهم الغيب بما ينقض كل أحلامهم، فليس إلا أيام أو شهور حتى ينتقل من القصر إلى القبر، أو من العرش إلى السجن!!

من كتابي #رحلة_الخلافة_العباسية الجزء الثاني #العباسيون_الضعفاء


كيف غيرت الدولة الأموية وجه التاريخ بالفتوحات الواسعة، وكيف عجز العباسيون في خمسة قرون أن يحققوا ما حققه الأمويون في حوالي نصف قرن فقط.

كان بنو أمية يفتحون البلاد في أربع جهات على البرِّ، بخلاف فتح جزر البحر المتوسط، وبلغت دولة الإسلام أقصى اتِّساع لها -كدولة واحدة- في ظلِّ الأمويين، وكانت ذروة الفتوحات الإسلامية على أيدي هؤلاء القادة: تم فتح المغرب والأندلس على يد القادة: عقبة بن نافع، وحسان بن النعمان، وموسى بن نصير، ومن ورائها فرنسا على يد عبد العزيز بن موسى بن نصير، والسمح بن مالك الخولاني، وعبد الرحمن الغافقي، وسارت الفتوح في الشرق في بلاد ما وراء النهر حتى الصين بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي، وفي الجنوب الشرقي حتى السند بقيادة المهلب بن أبي صفرة، ومحمد بن القاسم، وفي الشمال وبلاد القوقاز بقيادة مسلمة بن عبد الملك، ومروان بن محمد. هؤلاء القادة هم الذين رسَّخُوا الوجود الإسلامي في تلك المناطق، وكانت فتوحاتهم تتميمًا وتكميلًا لما سبقها من فتوح في عهد الراشدين، وتأسيسًا لدخول هذه المناطق في الدولة الإسلامية بشكل نهائي.

وقد جرت في كل تلك الفتوح أعمال من أندر وأروع ما يمكن أن يكتب في تاريخ البطولة والأبطال، وقدَّم الفاتحون نماذج لا مثيل لها في الجهاد والبذل والتضحية والإخلاص، وكم من مجاهد مات في هذه الأرض البعيدة لا نعرف اسمه ولا قبيلته ولا شيئًا من حياته، ترك الدنيا كلها وذهب ليموت في تلك الأصقاع لا يرجو إلَّا الله والدار الآخرة، ستأتي هذه البلاد في ميزان حسناته يوم القيامة!

وما استطاع أحد بعد بني أمية أن يسطر في الفتوح تاريخًا كتاريخهم، ولا حتى تاريخًا يقاربهم!

وها هو المؤرِّخ الدكتور حسين مؤنس يَنْعَى على الدولة العباسية أنها لم تصنع شيئًا ذا بال في الفتوحات مقارنة بالدولة الأموية، يقول:

«إن الخلافة العباسية لو تنبَّهت إلى حقيقة وظيفتها كخلافة إسلامية، وهي نشر الإسلام لا مجرَّد المحافظة عليه كما وجدته، لو أنها قامت برسالتها وأدخلت كل الترك والمغول في الإسلام، لأدَّت للإسلام والحضارة الإنسانية أجَلَّ الخدمات، ولغيّرت صفحات التاريخ. وهكذا تكون الخلافة العباسية قد خذلت الإسلام في الشرق والغرب. فهي في الشرق لم تتقدَّم وتُدخل كل الأتراك والمغول في الإسلام، كما تمكَّنت الخلافة الأموية من إدخال الإيرانيين ومعظم الأتراك في الإسلام، وفتحت أبواب الهند لهذا الدين. وفي الغرب قعدت الخلافة العباسية عن فتح القسطنطينية؛ ولو أنها فعلت ذلك لدخل أجناس الصقالبة والخزر والبلغار الأتراك في الإسلام تبعًا لذلك؛ إذ لم تكن قد بقيت أمام هذه الأجناس أية ديانة سماوية أخرى يدخلونها، وهنا نُدرك الفرق الجسيم بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية؛ فالأولى أوسعت للإسلام مكانًا في معظم أراضي الخلافة البيزنطية، وأدخلت أجناس البربر جميعًا في الإسلام، ثم انتزعت شبه جزيرة أيبيريا (الأندلس) من القوط الغربيين، ثم اقتحمت على الفرنجة والبرغنديين واللومبارد بلادهم بالإسلام، وحاولت ثلاث مرَّات الاستيلاء على القسطنطينية. أمَّا العباسيون فلم يُضيفوا -على الرغم من طول عمر دولتهم- إلى عالم الإسلام إلَّا القليل، ومعظمه في شرقي آسيا الصغرى».

وكما خفت الجهاد البري خفت -أيضًا- صوت الجهاد البحري، الذي كان يدوي من مواني الشام ومصر، وقلَّ الاهتمام بالبحر المتوسط، وتولَّت الإمارات الإسلامية في المغرب والأندلس مسئولية الدفاع عن حوض البحر المتوسط، وقلَّت الاشتباكات البحرية بالطابع الذي عرفه العصر الأموي

من كتابي #رحلة_الخلافة_العباسية الجزء الأول #العباسيون_الأقوياء


قال عنه المؤرخ الإنجليزي الشهير إدوارد جيبون في موسوعته الشهيرة «تاريخ اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها» أنه «كان في زهده مثالا في العفة، وهو في إيمانه وسلوكه مسلم صلب، وكان دائم الحزن أن انشغاله بالدفاع عن الدين حرمه من الحج إلى مكة، كان محافظًا على الصلوات الخمسة يوميًا، يؤديها خاشعًا مع إخوانه، وإذا نسي فلم يصم حرص على الصدقة، وكان يقرأ القرآن على صهوة الخيل عند التقاء الجيوش، وربما نقل هذا على سبيل المبالغة كدليل على التقوى والشجاعة»

https://www.sasapost.com/opinion/western-historians-sultan-saladin


لقائي مع قناة "مصر الآن" في برنامج "المشهد الثوري" عن شيخنا الأسير البصير #حازم_أبوإسماعيل


https://www.youtube.com/watch?v=THPDWziPNZs
المؤرخ " محمد إلهامي" في #المشهد_الثوري - حلقة عن الشيخ حازم أبوإسماعيل | #مصر_الآن
تابعونا على تردد قناة مصر الآن : 11177 أفقي على النايل سات Join and Follow us on : facebook : http://bit.ly/misralaanfacebook Twitter : http://bit.ly/misrala...



20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.

1 056

obunachilar
Kanal statistikasi