عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ🍁


Kanal geosi va tili: ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa: ko‘rsatilmagan


‏رضي الله عن سيدنا عمرَ بن الخطاب أمير المؤمنين
صاحب رسول الله ﷺ في حياته ورفيقه في الجنة
أعزَّه الله بالإسلام وأعز به الإسلام والمسلمين
كان قويًا في الحق حتى شهد النبي ﷺ أن الشياطين تَرهَبه
فلا عجبَ أنْ يمتعض بعد الأراذل من ذكره
وهو غنيٌ عن مدح المادحين

Связанные каналы

Kanal geosi va tili
ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


💢 الـحـلـقـة الـثـامـنـة عـشـر (18) 💢

فقلتُ : جئتُ أُخبرك أني قد أسلمتُ واتبعتُ محمداً ! فضرب الباب في وجهي بعد أن قال : قّبحك الله وقّبح ما جئت به!
- ولم فعلت هذا وأنت تعلم بما كان عليه أبو جهل؟
- قلتُ في نفسي إنه لا يليق بك يا عمر إلا أن تجهر بإسلامك كما جهرت بكفرك ، وقد قصدتُ أبا جهل لقرابتي به ، ولمعرفتي بعداوته للإسلام ، ولأن أبا جهل أغلق الباب ودخل ، سألتُ أي أهل مكة أنشرُ للحديث ، فقيل لي : جميل بن معمر ، ذاك رجل لا يمكث
في صدره سر ، فأتيتهُ ، فقلتُ : يا جميل هل علمت أني أسلمتُ؟ فو
الله ما رد علي كلمة ، ولكنه قام من فوره وأنا أتبعه حتى أتی دار الندوة فصرخ بأعلى صوته : إن ابن الخطاب قد صبأ؛
فقلتُ : كذبت ولكني أسلمتُ .
- وماذا فعل القوم لحظت ذاك؟
- قاموا إلي يضربونني وأضربهم ، حتى جاء خالي أبو جهل وقال : أيها الناسُ قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد فانكشفوا عني

- وهل سر أن أجارك؟

- لا والله ماسرني ، وما كنتُ أحب أن يفعل ، وإنه قد ساءني أن أرى المسلمين يُضربون ولا أُضرب؟

- فماذا فعلتُ؟
- أتيت خالي وكان جالسا عند الكعبة ، فقلتُ له : أتسمعُ؟
قال : أسمعُ؟
فقلتُ : جوارك مردود عليك!
فقال لي : لا تفعل!
فقلتُ له : قد فعلتُ؟

" يُـــتـــبــع...


💢 الـحـلـقـة الـسـابـعـة عـشـر (17) 💢
المرة الثانية التي أسمع فيها بأمر هذا الدعاء .
- ثم ماذا فعلت؟
- انطلقت حتى أتيت دار الأرقم ، وعلى الباب حمزة وطلحة وكان حمزة قد أسلم منذ ثلاثة أيام ، فلما رآني القوم وجلوا ، فلما رأى حمزة وجلهم ، وكان رجلاً شجاعاً صنديداً قال لهم : نعم هذا
عمر ، فإن يرد الله به خيراً يُسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا
هيناً؟

فطرقتُ الباب ، ففتح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لي ؛ وأخذ بمجامع ثوبي ،
وجذبني إليه جذباً قوياً ، وقال : اللهم اهدِ عمر بن الخطاب ، اللهم أعين الإسلام بعمر بن الخطاب؟

- فماذا قلت يا أمير المؤمنين؟
- قلتُ له : أشهدُ أنك رسول الله!
- ثم سماك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالفاروق ، فما سبب ذلك یا أمیر
المؤمنين؟

- ذلك أني فور إسلامي قلتُ له : یا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟! فقال : والذي نفسي بيده ، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم!

فقلتُ : ففيم الاختباء؟! والذي بعثك بالحق لتخرجن إليهم! فخرجنا في صفين ، حمزة في صف وأنا في صف ، فلما رأتنا قريش أصابها كأبة لم تصبها مثلها من قبل! فسماني رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) الفاروق!

- وما فعلت بعد ذلك يا أمير المؤمنين؟

- أول ما فعلت بعد هذا أتيت أبا جهل بن هشام ، فطرقت عليه بابه ، فخرج إلي فقال : مرحبا بابن أختي ، ما جاء بك؟

" يُـــتـــبــع...


💢 الـحـلـقـة الـسـادسـة عـشـر (16) 💢
" يُـــتـــبــع...


‏الفاروق عُمر.. وهو عُمر..

يقول لنفسه:
«بخٍ بخٍ، والله لتتقينّ الله يا ابن الخطاب أو ليعذبنّك»

- المُبشَّر بالجنّة يخوّف نفسه بالنار . .
فما بال من لم يضمن الجنة ويشمئز إذا خوّفه أحدٌ بالنار ؟! 🍁


ثم «فلما أتاها نودي : يا موسى إني أنا ربك ، فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوی ، وأنا اخترتك ، فاستمع لما يوحى»! ما أحلاها من كلمة : أنا اخترتك! هكذا عن دون ملايين الناس يختار الله موسى ويطلب منه أن يستمع لما سيوحيه إليه ، شعرت أني معني بالخطاب ، وكأن الكلام موجه لي وليس لموسى ، لقد اختارني أيضا ، اختارني دونا عن أهل دار الندوة جميعا ، جاء بي من بيتي إلى بيت أختي فاطمة كما جاء بموسى من مدين إلى الوادي المقدس ليسمعني وحيه ، كانت تلك أول لذة شعرتها ولم أكن أسلمتُ بعد ، وكما لم يحمل موسی لواء النبوة بعد، ولكنها لذة الاختيار، إن الذي اختار ليس أحد سادة قريش ليكلفني أمراً
من أمور القبيلة ، ولكن الذي اختار هو رب العالمين ليكلفني أمراً
من أمور الآخرة ، وقررت أن أرى لأي شيء اختارني وإن كنت لا أعلم بعد لماذا اختارني تحديداً ، ولكني علمت فيما بعد أن الرجل الذي خرجت أريد أن أقتله كان يدعو ربه ليهديني!

- ثم ماذا يا أمير المؤمنين؟

- ثم «إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري» قبل قليل صح بربوبيته ، هو الخالق والمالك والقادر والمحيي والمميت ، وهذا اعتقاد لا يترتب عليه عمل ، ولكن العمل لا يصح دون الاعتقاد به ! وها هو الآن يصرح بألوهيته ، وتوحيد الألوهية هو الجانب العملي لتوحيد الربوبية ، هذا الخالق يريد أن يعبد وحده ، الا يرضى أن يشرك .معه ملك مقرب أو نبي مرسل أو صنم منحوت! ويريد أن تقيم له الصلاة ، أن تنتصب بين يديه ترفع يديك قائلاً
الله أكبر» تلقي الدنيا كلها وراء ظهرك ، هو أكبر من كل ما شغلك ، أكبر من كل من تخاف ، وأكبر من كل من تحب ،


کفر وإيمان في قلب واحد، إنه التفرد ، وإنها الوحدانية ، هبل تقبل
بشراكة مناة ، واللات تقبل بشراكة العزي! هذا شأن الأصنام
العاجزة ، ولكن الإله القادر لا يرتضي أن يكون معه في القلب
أحداً

- ثم ماذا يا أمير المؤمنين؟

- ثم «هل أتاك حديث موسى»؟ يأخذ منك قلبك وسمعك وروحك ، يعلم أن حديث موسى ما جاءك من قبل ، وما سمعت به ، ولكنه أدب الرب ، ولو قال : اسمع حديث موسى الذي لا تعرفه ، لصدق! ولو قال سأقص عليك قصة موسى التي تجهلها الصدق ، ولكنه بلطف وأدب وحنو يسألك : هل أتاك؟ ولأنه ما جاءني من قبل وما سمعت به أردت أن أنتقل إلى ما بعدها لأعرف ما هو حديث موسى ، ثم لماذا موسى بالذات هنا؟ ما الذي يجمع بين عمر بن الخطاب وموسی بن عمران ، لماذا أحسست وقتذاك كأن بيننا تشابه؟

- ثم ماذا يا أمير المؤمنين؟

- ثم «إذا رأى ناراً فقال لأهله : امكثوا إني آنست ناراً ، لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدی»! هذا هو المشترك بين
عمر بن الخطاب وموسی بن عمران ، کلانا كان يبحث عن أمر الدنيا فكان أمر الآخرة يبحث عنه! يسير موسى في الصحراء ليلاً فیری ناراً فيأنس ، ولما جاءها وقع ما لم يكن بالحسبان ، خرج
موسی طلباً للنار فعاد حاملاً النور! وهذا ما حدث معي ، خرجت أريد أن أقتل محمداً ، أي أنني خرجت في طلب النار؛ فعدت بالنور كما عاد موسی!

- ثم ماذا يا أمير المؤمنين؟

" يُـــتـــبــع...


" يُـــتـــبــع...


" يُـــتـــبــع...


" يُـــتـــبــع...


" يُـــتـــبــع...


ذهبت غاضبا قاصداً بيت أختي فاطمة وزوجها سعيداً ، فلما
دنوت من الباب سمعت صوت خباب بن الأرت يُقرئهُما القرآن ،
فطرقت الباب طرقاً شديداً ، وقلت : افتحوا!

فاختبأ خباب من فوره ، وفتح سعيد الباب ودخلت ، وقلت :
ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكما؟

فقالت فاطمة : ما سمعت شيئاً ، كنت وسعيد نتحدث في
بعض أمرنا .

ولكن هذا الكلام لم ينطل علي فقلت لها : یا عدوة نفسها،
أصبوتِ؟

فسكتت ولم تجب؟
فقلت لهما : لعلكما صبوتما وتركتما دینکما الذي أنتما عليه ؟!
فقال لي سعيد : یا عُمر ، أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟

فلم أحتملها منه ، فضربته ضرباً شديداً ، فقامت فاطمة
لتزيحني عنه ، فضربتُها على وجهها فسال دمها!

فقالت لي وهي غضبى تمسح الدم عن وجهها: یا ابن
الخطاب ، اصنع ما شئت ، فقد أسلمتُ؟

وتركتني ، ومضت تجلس في مكانها ...

فلما رأيت هذه الجرأة من فاطمة علي ، والدم على وجهها ، رق
قلبي لها ، وقبل أن أتكلم ، رأيت الصحيفة التي كانت قد أخفتها
لحظة دخولي عليهم ، فقُلت : أهذه التي كنتما تقرآن بها؟ أعطوني
إياها

فقالت : إنك رجس ، وإنه لا يمسه إلا المطهرون ، فقم
واغتسل؟

وكانت تلك المرة الأولى التي أحس فيها بذل الشرك!
" يُتبع...


‏هل أرهقتك ذنوبُ عامٍ غابر ؟
‏وتريدُ عفـواً من كريم قـادر !

‏أبشـر فإنّ المُصطفى قد دلّّنا
‏أن الخطا يُمحىٰ بصومِ العاشر.

تنبيه :

غداً السبت عاشوراء. 🍁


وطرحه أرضا، فرق قلبي له ، ومددت إليه يدي أساعده
لينهض ...

فقال لي : والله إنك لخير الرجلين ، ما أظن دعاء الرسول
يخطئك!

ولكني لم ألق للأمر بالا ، ثم بعد ذلك عرفت ما الذي تفعله
دعوة قيلت في الأرض فوجدت في السماء إجابة !

أمضيت ليلتي تلك ، أفكر بأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وما الذي أحدثه في
قريش ، فقررت أن أقتله ، ثم أذهب إلى بني هاشم فأسلمهم نفسي
ليقتلوني به ، رجلا برجل ، وهكذا ترجع مكة سيرتها الأولى ... وفي
الصباح حملت سيفي ومضيت عازماً أن أفعل ما رأيت، وفي الطريق
التقيت برجل من بني زهرة يُقال له نعیم بن عبدالله العدوي ، وكان
قد أسلم وأخفى إسلامه فزعاً من قومه ، فسألني :

- إلى أين يا عُمر؟
- أريد محمد الذي فرق أمر قريش ، وعاب دينها ، لأقتله؟

- والله غرتك نفسك ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي
على الأرض وقد قتلت محمدا؟! أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم
أمرهم؟!

- وأي أهلي؟
- ابن عمك وأختك فاطمة ، فقد والله أسلما؟

لم يجد نعیم غير هذه الوشاية يرد بها شري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،
لقد اختار الرجل أيسر الشرين ليسلم رسول الله ، وما كان يعلم
ولا أنا ، أنه دلني إلى بيت لن أخرج منه على الحال الذي دخلته

بها؟
" يُتبع...


- وكيف غاب عمن هو في مثل عقلك يا أمير المؤمنين أن
يدرك الحق في أي الفريقين كان؟! وكيف لمثلك أن
يصنع
صنماً من تمر يعبده أول النهار ويأكله آخر الليل؟!
- يا بني ، كان فينا عقل ولكن لم تكن فينا هداية! إن العقل
الذي لا تسدده الهداية فرس مجنونة ، تقود صاحبها ولا يقودها ،
وما سيدنا الناس بعد ذلك بعقل أعملناه ، ولكن بنور
الصدور ، فصارت العقول مطايا لينة ، وقد شهدت أناساً أعقل من
عمر لم تعصمهم عقولهم من النار ، وشهدت أناسا بسطاء قذف
الله في قلوبهم نور الإيمان فصاروا قناديل يضيئون للناس الطريق!

كان عمر
يحدثني عن الهداية ، فيخطر لي رائد الفضاء الذي
يعبد بقرة ، والطبيب الذي يشرح جسم الإنسان ویری دقة الخلق ثم
لا يؤمن أن وراء هذا الإتقان خالقاً! وقد صدق الفاروق أن المسألة
هي مسألة قلوب لا مسألة عقول!
ولأن الحديث عن الهداية ما كان لي لأفوت فرصة أن أسمع
منه قصة هدايته
فقلت له : يا أمير المؤمنين حدثني عن
لحظة إسلامك!
فقال : هي لحظة كتبت في السماء لتكون في الأرض فكانت!
كنت في الأرض جبارا ، أيس المسلمون أن يشهدوا لحظة إسلامي ،
ولكن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نقل ملف قضيتي من الأرض إلى السماء داعياً
اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك ، عمر بن الخطاب أو عمرو بن
هشام ، فكنتُ أنا أول مرة سمعتُ بأمر هذا الدعاء من مسعود قبل يوم من إسلامي ، إذ ضرب أبو جهل عبدالله بن مسعود
" يُتبع...


- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:

" لَا خَيْرَ فِيمَا دُونَ الصِّدْقِ مِنَ الْحَدِيثِ، مَنْ يَكْذِبْ يَفْجُرْ، وَمَنْ يَفْجُرْ يَهْلِكْ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ حُفِظَ مِنْ ثَلَاثٍ: الطَّمَعُ، وَالْهَوَى، وَالْغَضَبُ "🌿


فقالت له : نعم ، فقال لها : إنه لا يسلم حتى يسلم حمار
الخطاب؟
ثم عاجلتُه بالسؤال : من أين جاءت تلك الرقة فيك وقد كنت
ما كنت؟
- يا بني ، إن الشهم في الود هو الشهم في الخصومة ، لا خير
في امرئ إذا خاصم فجر ، ولا خير في امرئ لا يرق على أرحامه؟
- ففيم كان هذا العداء إذا؟
- كنت أعادي الفكرة لا الأشخاص ، فلم أكن كأبي سفيان
الذي لهُ مال ومكانة تُهددها الدعوة ، ولم أكن كخالي أبي جهل
وهو في سباق محموم مع بني عبد مناف ، إذ كان يقول : تنازعنا
وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا ، وأعطوا
فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا وكنا كفرسي رهان ، قالوا : منا نبي يأتيه
الوحي من السماء ، فمتی ندرك هذا؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا
نُصدقه! ولم أكن كالوليد بن المغيرة إذ استعظم شأنه واستصغر شأن
محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ورأى أنه أولى بهذا الأمر منه ، فقال : «لولا نُزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم» يعني نفسه في مكة ، أو
عمرو بن عمير الثقفي من أهل الطائف! ولم أكن عتبة بن ربيعة
إذ قال : خلوا بين محمد والعرب فإن قتلوه أراحونا منه ، وإن
ظهر عليهم فهو منا وعزه عزنا! وإنما كنت ضد الفكرة فقط ، هذه
التي فرقت أمر قريش ، وشقت عصاهم ، وشتتت شملهم ، حتى
كان الأب في صعيد وابنه في صعيد ، والأخ في فريق وأخوه في
آخر
" يتبع...


ثم ما دام عمر هنا ، فلم نتحدث عنه ، لماذا لا يحدثنا هو
نفسه ، وقد أردنا منذ البداية أن نسمع منه لا أن نسمع عنه!
ألتفت إليه وأسأله : يا أمير المؤمنين ، تناهى إلى سمعي موقف
جمعك وليلى بنت حنتمة فما خبره؟!
- يا بني كان ذلك في مكة ، وكنت يومذاك على الشرك وأم
عبدالله بنت حنتمة قد هداها الله للإسلام ، وكان بيننا قربی
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أمر بعض المسلمين بالهجرة إلى الحبشة ،
وكانت أم عبدالله ممن تأهبوا للهجرة ، فأقبلت عليها وقد جمعت
متاعها ، فقلت : إنه الانطلاق یا أم عبدالله؟!
فقالت : نعم هو الانطلاق ، والله لنخرجن في أرض الله ،
آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا مخرجا
فقلت : صحبكم الله؟
- أتدري يا أمير المؤمنين ما قالت أم عبدالله وهي تحدث عامر
بن ربيعة عن هذا؟
- ماذا قالت؟
- قالت له : رأيت اليوم من عمر رقة لم أرها من قبل قط
تدمع عينا عمر إذ أعدته إلى مرحلة من عمره لو عاد إلى الحياة
مرة أخرى لما أحب أن تكون فيه ، ولكني قطعت حبل ذاكرته
عليه ، وقلت له : أتدري ماذا قال عامر بن ربيعة يومذاك لأم
عبدالله ؟!
- ماذا قال لها؟
- قال : كأنك طمعت في إسلام عمر!
" يُتبع...


الإسلام قتل کفر عمر ، ولكنه لم يقتل شخصية عمر ، بلـ أطلق لها العنان بعقلية جديدة ، فالذي كان صلبًا في الباطل بقي
صلبًا ولكن في الحق ، والذي كان يجهر بالكفر دون أن يلقي بالا
بأحد ،
، جهر بالإيمان دون أن يلقي بالا بأحد!
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال مشروع :
ما دمنا نقول أن الإسلام يهذب الطباع ويصقل الصفات ، وأن
الناس معادن ، فإننا نتفق أن حزم عمر الخليفة هو حزم عمر الجاهلية
وإن اختلفت الغايات وتنافرت البواعث ، ولكن كيف نفسر تلك
الرقة التي كانت تتكلل حزم عمر ، أين كانت تلك الرقة في
الجاهلية ، أليس هو نفسه الذي نكل ببني عدي ، ولم يسلم منه
حتى أقرب المقربين منه ، ممن أعلنوا إسلامهم ، فإن لم تظهر رقته
عليهم فكيف يمكن نسبة تلك الرقة إلى طبعه؟!
هذا سؤال مشروع فعلا ، ولكنه ليس محقا ، إذ أننا به نفترض
أن الحزم يتنافى مع الرقة ، على العكس تماما ليس بين الصفتين
تناقض ولا تعارض ، ولا تنافر ولا تضاد ، إن القسوة هي التي ضد
الرقة ، وليس الحزم ، وعمر كان حازما ولم يكن قاسيا ، ولكن لأن
الحزم في كثير من مواقفه يرتدي زي القسوة يخلط الناس بينهما!
" يُتبع...


” اللَّهُمُّ اجعلنا نُمَشِّي فِي رَوْضِكَ, وَنُدْرِجُ عَلَى حُبَكٍ, وَحَيَّا عَلَى ذِكْرِكَ, وَنَسْتَقِيمُ عَلَى قِرَانِكَ, وَنَمُوتُ عَلَى شَهَادَتِكَ, اللَّهُمُّ بَارِّكَ لَنَا وَلِوَالِدِينَا فِي جَمْعَتِكَ وارحمنا يَا اُرْحُمِ الرَّاحِمِينَ بِرَحْمَتِكَ,
"جَمْعَةُ طّيِّبِة♥"


عمر بن الخطاب دليل حي على ما يفعله الإسلام بالناس ،
وكيف يحولهم من طغاة نهار إلى رهبان ليل ، ومن رعاة ماشية إلى
صانعي حضارة وهازمي إمبراطوريات! فالرجل الذي كان
يصنع
صنمًا من تمر ليعبده أول النّهار ويأكله آخر الليل ، هو نفسه الذي
قطع شجرة بيعة الرضوان کي لا يتعلق قلب بغير الله! والرجل
الذي كان يكيل العذاب لمن قال لا إله إلا الله دون أن يرف له
جفن ، هو نفسه الذي صار يخشى أن تتعثر دابة عند شاطئ
الفرات خوفا من أن يسأله الله : لم لم تصلح لها الطريق يا عمر؟!
كان في السادسة والعشرين عندما أصابته دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم )
في قلبه : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك ؛ عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام!
هكذا بدأت الحكاية ، دعوة جذبته من ياقة كفره إلى نور
الإسلام ، وانتشلته من مستنقع الرذيلة إلى قمة الفضيلة ، واستلته
من دار الندوة إلى دار الأرقم!
ولأن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام
إذا فقهوا ، كان عمر الجاهلية مهيأ بإتقان ليكون عمر الفاروق! كل ما
كان ينقصه إعادة هيكلة وصياغة ، وليس أقدر من الإسلام على
هيكلة الناس وصياغتهم من جديد! فالإسلام لا يلغي الطبائع إنما يهذبها ولا يهدم الصفات إنما يصقلها وفي الإسلام هُذب عمر وصُقل ؛ حتى صار واحداً من الذين لا يأتون إلا مرة واحدة في التاريخ..
" يتبع....

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.

83

obunachilar
Kanal statistikasi