ابن الجوزي من أبرز من نقد الصوفية وهو كذلك من أهم المؤلفين في مواضيع الزهد والوعظ والسلوك في تاريخنا الإسلامي.
وكتبه في ذلك كثيرة، وقد قال في وصيته لولده:
"أما ما جمعته لك من كتب الوعظ فلا حاجة لك بعدها إلى زيادة أصلا".
ونصحه قبل ذلك فقال:
"عليك بكتاب منهاج المريدين ( المظنون أنه المطبوع باسم منهاج القاصدين ) فإنه يُعلِّمك السلوك فاجعله جليسك ومعلمك، وتلمّح كتاب صيد الخاطر فإنك تقع بواقعات تصلح لك أمر دينك ودنياك".
وقال في كتابه القصاص والمذكرين:
"قد جمعت في آلات الوعظ كتبا لم أسبق إلى مثلها .. وأما كتب الوعظ فكثيرة يطول تعدادها منها: تبصرة المبتدئ، وكنز المذكّر، واللؤلؤ، والملح، والمدهش، والملهب، وصبا نجد، ونسيم الرياض، والمنتخب وغيرها، وبعض هذه الكتب تغني الواعظ وتكفيه طول عمره، ولا يحتاج معه إلى زخارف قد ألّفها الأعاجم أكثرها كذب وهذيان".
وله كتاب صفة الصفوة في أخبار الصالحين وأحوالهم وذكر مختارات من كلامهم، وهو كتاب جليل الفائدة، استفاد من الحلية لأبي نعيم وزاد عليه.