(التحفيز)
دائماً يتحدث أخصائيو التربية عن ضرورة عدم إجراء المقارنات بين الأبناء وأهمية تقبل اختلافهم..أليس كذلك؟!
دائما ينصحوننا بتقبل الإبن الأقل حظاً في الذكاء أو المهارات وغيرها وعدم مقارنته أبدا بأخيه الأكبر الذكي..أو أخيه الأصغر المتفوق دراسياً..والخ
سأحكي لكم عن فخ وقعت فيه دون قصد..
كوني أماً لفتاة ذكية -بطريقتها- ماشاء الله..ولطفل ذكي أيضاً -بطريقته- ماشاء الله....والجميع يعلم عن ذلك الكم الهائل من الاختلافات بين المريخي والزهراوية😎🌚..وهذا أمر سماوي وطبيعي...
فمثلاً...غالباً الفتيات يُتقنّ مهارات التحدث في زمن أسرع من الصبيان.. وغالباً يتعلمن بشكل أسرع مهارات القراءة والكتابة وغيرها..
غالباً قد يُعاني الذكور من صعوبات في التعلم..لا تُصادف الفتيات.. وهكذا..
-بالطبع ليست قاعدة عامة ولكن نتحدث عن الأغلبية حسب ما توصل إليه الباحثون-
وبالطبع نفس الأمر ينطبق أيضاً على الذكور..فهناك مهارات حركية وجسدية يُتقنها الصبيّ مبكراً..لاتستطيع الفتيات إتقانها..والخ
فمالذي حدث معنا؟!!
حينما كانت طفلتي تُبدع في أمر ما...كنت أتلافى تسليط الضوء على إنجازها والاحتفال به كما تستحق..أو الثناء عليها كما تحب.. وأحب أنا أيضاً..فأنا انسانة تحب التعبير عن انفعالاتها بصَخَب..
ومع ذلك..كان يأتي ثنائي لها متواضعاً بسيطاً لطيفاً فقط!!
لماذا؟!
حتى لا أجرح مشاعر طفلي الآخر..وأذكّره بضعفه في هذا الجانب.....
ونفس الأمر كان يحدث معكوساً مع طفلتي أيضاً حين يُتقن أخوها أمراً ما لا تُتقنه هي....فيأتي ثنائي لطفلي بارداً بلا روح..حتى لا تشعر طفلتي بعجزها...
كنتُ أظنني عادلة..
وكنت أظن أنني بهذا التصرف سأمنع الغيرة والمشاعر السلبية من التسلل إلى حياتهم..
وبمنتهى القسوة نزعت حقوقهم في التميز وفي اكتساب الإعجاب بتفرّد كل منهما بما يُناسب شخصيته وميوله.. .
حتى تعلمتُ بالطريقة الصعبة..ومن خلال مواقف شخصية مررتُ بها حينما أُحرم حقي في التقدير..من أجل أسباب منطقية في نظر الآخر..
ورغم أن هذه الأمور تحدث بحسن نيّة..إلا أنها تُخلّف ورائها نتائج كثيرة...
من ضمنها ما لاحظته على أبنائي..حينما يَكُفّ أحدهم عن إكمال تميّزه في أمر ما والتعب من أجله.. ولماذا يفعل؟!!وهو يرى أن الماما لا تكترث حقاً!!
وهناك أيضاً حماقة أخرى كنت أقوم بها...
فمثلا...إذا قام أحدهم بإنجاز أمر ما ليس من عادته..أقوم بمدحه والثناء عليه ووهبه القبلات والأحضان..
رغم أن هذا الفعل نفسسسه قد يقوم به طفلي الآخر ولكن لا أعطيه كل هذا الاهتمام وكل هذه الحفاوة..لماذا؟!
لأنني أعلم قدرات طفلي المميز جيداً..وأعلم أن هذا الأمر سهل عليه..لذلك فأنا دائماً أطمع منه للمزيد... أما طفلي الآخر والذي قد يبدو متواضع القدرات..فحين يُحسن القيام بمهمة ما..فسوف أمتدحه وأطيييير به...لماذا؟!
حتى أشجعه وأزيد من ثقته بنفسه....
وهذا يحدث حقاً.. وينفش الطفل ريشه😅
ولكن على حساب من؟!
على حساب الطفل الآخر الذي قد تشتعل بداخله حمى الإحساس بالظلم وعدم الإنصاف...
وقد يسأل ببراءة: أنا أيضاً أستطيع فعل ذلك...ألا تعلمين؟!!..انظري..
ويبدأ مسلسل استعراض المهارات بين الطفلين وقد ينتهي الأمر إلى مشاجرة!!!!
ما أريد قوله من كل هذا هو:🔹
💡علينا أن نحترم الفروقات الفردية بين أطفالنا حقاً
ولكن لنحذر بأن يدفعنا بطئ أحدهم إلى إهمال تفوق وتميز الآخر وعدم إعطائه حقه في التحفيز والتشجيع❗️
🔹لاتقتلوا أبنائكم..كونوا عادلين..وأعطوا كل حقٍ حقه🔹
💡لنغرس في أبنائنا ثقافة الاختلاف والرضا..فمثلما أن فلان مميز في أمر ما...أنت أيضاً مُميز في أمر ما بطريقتك الخاصة..ولكل اختصاصه وميوله واهتماماته..
الأمر نفسه ينطبق على أمور كثيرة في حياتنا...
في العمل مثلاً..في حياتنا الزوجية وغيرها..
فمثلاً قد تُثني المديرة على إحدى الموظفات البطيئات لتزيد من ثقتها بنفسها وتشعل حماسها..رغم وجود موظفة أخرى في قمة الإنتاجية والإبداع ولكنها لا تُكافئها بأي كلمة تبل الريق ولا حتى شكر بسيط..فهي تعلم قدراتها..وداااائماً هي جائعة للمزيد منها!!!.. وقيسوا على ذلك..
⛅خدمة يوميات أم
✒سارة الوحيدي
📷انستغرام وسناب:
@saraty_1