وتين 🌹

أقدار الله واقعة رغما عن الأسبابِ التي اتخذتها لحماية نفسك من محذورٍ، فالله إذا قال للشيءِ كن فيكون، كلّ أمرٍ من أقدارِ الله، حتى ولو لم يتماشى مع عقولنا، ويؤلمُنا بل يقطعنا إرباً إربًا، فهو لحكمة من الله، حاشاهُ الله بأن يضيّع حرصكَ وتعبكَ وقلقكَ وحزنكَ هباءً، بل إنه ربما أجل لك فرحة تخِر بها ساجداً، إنه الله، لا يعجِزه شيء، مهما تعقّدت الأمورُ، وتزاحمتِ الأحزان، وذرفتِ العيونُ، فلها ربٌّ حكيمٌ يدبّر أمرهَا .....

سعادة النجاح تُولَد من رحم بؤس الفشل .....
فعند استمرار النجاح يفقد الإنسان لذته .....
فالصائم يرى الماء العادي الذي كان بإمكانه شربه في كل آنٍ أعذبُ ماءٍ على الإطلاق، وأيضاً عند الإفطار، عند شربه أول رشفة، يشعر وكأن الروح ارتدت إليه، يشعر بسعادة الفطر .......
فالذي ذاق النجاح طويلا ثم أتاه الفتور فذاق شيئاً من الفشل ثم يعزم على النجاح ويذوقهُ مجدداً لايجد طعمه مثل كلّ النجاحات......

ألا إنّه ومن الظّلمِ أن أعمّم هذه الكَلمات على الجميع، فهناك من هُم في حياتِي ساندين، مخلصين، محبينَ، رائعينَ بكلّ ماتحويه الكلمة منْ معاني، ولكن هذه الكلمات نتجَت عن عدّة تجاربٍ، فحفِظ الله من كانَ لي سنداً وعوناً ورزقَهم أضعافَ أمانِيهم ....

مالذي جعل أناملك تكتب؟
لقد ظننتُ بأنّ الجميعَ مثاليّ وأنهم جميعهم رائعونَ، مخلصونَ، محبونَ، ساندونَ، كما فعلتُ معهم يوماً، ولكن اثبتو لي عكسَ ذلكَ، ظننت أن تلكَ الإبتسامات والكلمات الجميلةِ لسعادتي ولأجلي، قدمت وقدمت وقدمت، ولم أجد شيئاً من أحدٍ عند احتياجِي، أخذت أكتب وأكتب وأكتب لكي يكون لي دواءٌ عندما يتكرر موقفٌ مؤلمٌ عنوانهُ الغدرُ والنفاقُ، فالناسُ وحقيقةَ الناسِ جعلوني أكتب، لأتخذ كتاباتي سنداً لي عند رحيلهم ...

تزخرُ الحياة بالنماذج البشرية السلبيّة التي تملأ من أمامها التشاؤمَ والبؤس والإحباط، فكم من شخصٍ أصبح بشّاً مبتسماً ثم أمسى متورّم العينينِ من شدّة البكاء والحزن، كلّ ذلك إثر كلمة سوء سمعها من شخصٍ ما، يقولون لك: لماذا يستكينُ لتلكَ الكلمات ويقولون: على الإنسان أن يكون واثقاً من نفسه..
أقول لهم: يجبُ على جميع الناس أن يدركُوا بأن كلّ كلمةٍ تؤثر في النفوسِ ولو كان ذلك التأثير لا يكادُ يذكر فمع احتشادِ وتجمّع تلك الحروف المليئةِ بالقبح يتدمّر القلب والعقل معاً .........

رأيت الفرحَ ورأيت الحزن ومثل ذلك رأيت أنهم مضوا، فلم يبق شيء منهم في الدنيا إلا الذكريات أما في الآخرة فسنتلقى جزاء الصبر على البلاء وجزاء الشكر على النعمة، فكل موقف يمر بنا نقول هذا من أشد ما مرّ بنا ثم يذهب ويأتي ابتلاء آخر ونقول هذا من أصعب المواقف وكل موقف يترك في أنفسنا طابعا ويزيدنا قوة وثباتا ....

يكاد الدّمع ينهمر من شدّة الحزنِ، لولا أنّ الإبتسامة تزيلُ الهمّ لحظاتِ ارتسامها على وجهِ الإنسانِ .......

هوّن عليك فكل الأحزان ستمُر وسيأتي الذي بعده وسنقولُ ماذقنا همًّا مثل هذا ويمُر، هكذا تكُون الحياة، فما أجملَ الحياة بحلوها ومرّها عندما تثق بأن حكم الله خير في كل شيء، فما عليك فعله هو فقط مراجعةُ نفسكَ (مَا أصَابَكَ من سَيّئةٍ فَمِن نفْسكَ) فالله يبتليكَ ليردّك إليه ليردع شعور الاستمتاعِ بالمعصية فالحمد لله الذي جعَل أمرَ المؤمن كله خيرٌ .....

أمتلكُ قلباً يتسعُ حتى يملأهُ العالِم بأسرهِ، بالمقابل ينكسرُ لمجرّد خدشٍ من أظافِر أحدهم ......

الكلماتُ تتبعثرُ في جوفِي، وكأنّما الحروفُ قد اندثَرت، لم أجِد حرفاً يعبرُ عن مّا أودّ قولَه عندمَا أردتُ البوحَ، ففِي دَاخلي شجنُ الفراقِ، وتلهّف العطشانِ، وحنين المغتربِ، أشخاصٌ أخذتهمُ المنيّة وتركوا قلوباً تكادُ تنفطر ألماً وشوقاً، وأعيناً جفّت دموعهَا من البعدِ والفراقِ، فنسألُ الله لهم الرحمةَ وجناتِ النّعيم خالدينَ مخلدينَ ....

أكرهُ الأشخاصَ الّلذينَ يستعملوننِي كحاسوبٍ يستقبلُ الأَوامرَ لينفذ دونَ حتّى كلِمةِ شكراً، وعند الإنتهاءِ من حاجَتهم بي يتْركوننِي وحيدةً، أؤمنُ بأنّ( الله في عونِ العبدِ ما كانَ العبْدُ في عوْنِ أخيهِ) فمن لايريدُ العونَ من الله، ولكنني أكره الإستخفافَ بي والتقليلَ من شأنِي .......

كمْ أتمنّى أن أخبرَ جميع البشرِ:
اتركُوا عنكمُ النّفاقَ ..
فإِن لمْ تُسقِطُوا ذلك القناعَ سَيُسقَط رغمًا عنكُم يوماً ما ...

الإبتسامةُ عندَ الحزنِ أشدّ مرارةً منَ الحزنِ نفسَهُ....

هُناكَ مواقفٌ ترْوي لنَا مافِي قلوبِ بعضِ الأشخاصِ، نتعرّفُ بِهَا عَلَى نَوايَا بعضَ النّاسِ، نعلمُ منِ الّذِي يحبُنَا بصدقٍ ومنْ يريدُ تضيِيعَ الوقتِ معنَا ، نعرفُ منْ نستطيعُ أن نأمنهُ علَى أسرارنَا وحياتنَا ومن يأخُذ منّا الأخبارَ ليكونَ عبارةً عنْ مذيعِ اخبارٍ ناطقٍ يبحثُ عنِ الأخبارِ ليجذبَ المستمعينَ إليهِ ويهمهُ أن يكونَ المصدرَ الأوّل لهذهِ الأخبارِ........

ففِي المواقفِ الصعبةِ يتساقطُ الناسُ منْ حياتكَ كأوراقِ الشّجرِ في الخريفِ سرعانَ مَا تجد نفسكَ وحيدًا وقليلٌ منَ الأشخاصِ الّتي تساندكَ وينسونَ حديثَ ( منْ فرّج عن مؤمنٍ كربةً من كربِ الدّنيا فرّج اللهُ عنهُ كربةً من كربِ يومِ القيامةِ )ينسوْن المعْروف يرونكَ مجرّد إنسانٍ سقطَ ولا يستطيعُ النّهوضَ ينظرونَ إليكَ ولم يقبِلوا لمسَاعدتكَ بلْ ينظرونَ إليكَ وأنتَ تتألّم ويتلذّذونَ بهذا المنظرِ .........

كمْ من شخصٍ ظننّا أنّه محبّ ثم انقلبِ عدوًا كم من شخصٍ آمنتهُ على نفسكَ ومالكَ ولم يكُن يبتَغي بذَلك وجْه الله بلْ أرادَ أن يكسبَ ثقتكَ لأغراضٍ دنيويةٍ أحيانًا الصمتُ كفيلٌ بأن يجبرَ كسركَ كفيلٌ بأن يشفِي جرحكَ حتّى لا تكونَ أنت الظّالم توهمُ نفسكَ بكلمةِ (ربمَا لهمْ ظروفٌ لانعرفُها)من شدّة حبّك لهمْ كلّما عاتبهُم عَقلك ردعَ ذلكَ العتابَ قلبكْ ، قلبكَ الذِي تشتّت بين المصيبةِ الّتي حلّت بكَ وبينَ الذّئابِ التي كنتَ تعتقدُ أنهم ملائكةُ الأرضِ........

أسْأل الله أنْ يفرّج كربنَا ويلهمنَا الصّبر على البَلاء ياربّ العالمينَ.......

ماأَجملَ أنْ يرَى الإِنسَانَ فِي نفْسهِ أَزْرٌ شَديدٌ عَلى مُوَاجهةِ جميعِ مَشقّاتِ الحَياةِ، بكلّ صَلادَةٍ وثبات، وبدُونِ سأمٍّ ولا ضَجرٍ، ويَستطيعُ تَخطّي كلّ اسْتنكَارٍ عَلى أخْذِ قَراراتٍ هوَ مُتيقنٍ من صِحّتهَا ولاَ يسْتطيعونَ زعْزعةِ قَرارهِ، والتقْليلَ منْ ثقَتهِ بقَرارِهِ......

الحوارُ مَنبَتُ كلّ حياةٍ لينةٍ طيبةٍ كريمةٍ، فالإنسانُ يحتاجُ لِلحوارِ في التّعبيرِ عن رَأيهِ بكلّ شفافِيّةٍ ووضوحٍ .....
ولكلّ إنسانٍ الحقّ في ذلكَ ومنَ الواجبِ أنْ يكونَ على وجه الصدقِ وأن لا تَتَخَلّلُهُ كلماتٍ مختلقةٍ من بنياتِ عقلِ المُتَكلمِ لِيَرَى في نفسه الهزيمةَ والغلبةَ...

فليس مِنَ المهمِّ مَنْ يظفر بآخرِ جملةٍ، ومن رأيهُ كانَ سديداً، فالإنسانُ ليسَ معصوماً عنِ الخطإ قد يخفقُ مرةً من الأحيانِ...

فمنَ المهمّ في كلّ حوارٍ أن لا يكونَ هناكَ تعصّبٌ للآراءِ ،بحيثُ كلٌ من الأطرافِ ينحازُ لرأيهِ، بل يجبُ على الإنسانِ الاقتناعُ بالرأيِ القويمِ الحصيفِ السديدِ الّذي يَقْبَلهُ الدّين أولاً و العقلَ والمنطقَ ثانياً...

وفي بعضِ الأحيانِ نلجأُُُ للصّمتِ ونتجنبِ الحوار وذلكَ ربّما يكونُ لضَجرِ وسأْمِ المتكلمِ من أن يُكَلّمَ شخصاً لا جَدْوَى من مُحاورتهِ ويأسهِ منه ، أو ربّما يلجأ المتكلمِ للصّمت لمرورهِ بمواقفَ أو أحاديثَ مشابهةٍ لها فيجودُ بالصَّمتِ فضلاً عن الحوارِ ،فهو يعتزلُ النَّاسَ الّذي لاَ يحظَى منَ الحديثِ معَهم إلاّ المناقشاتِ الحادّةِ ولاينتهي بهمُ المطافُ إِلى رَأيٍ واحدٍ ...

نعم هناك اختلافٌ في بعض الآراءِ ، ويُحترمُ فيها الرأيُ ولا يكونُ هناكَ مفاضلةٌ بين الآراءِ ...

ولَكن....

هناك أحْوِرةٌ لابدّ فيها من خطإ وصوابٍ مثل الحديثِ عن الأمورِ الدّينيّةِ فَفِيها قال تعالى :(فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) فعندمَا يُعرضُ الدّليلُ منَ المُفترضِ قولُ سمِعنَا وأَطعنَا ولانَتَعسَّف لآراءِنَا الوَاهيةِ ...

أَسألُ الله أن يجعلَنَا ممّن يأخُذونَ القولَ فيتّبِعونَ أحسَنَهُ .....

أعجَبتنِي مَقولَةٌ قَرأْتُهَا ذاتَ يوْمٍ تَقولُ :(إنّ الْوَقْتَ سَيَمْضِي)

فَإن كُنتَ فِي نعْمَةٍ فَبادِرْ بِالشّكْرِ علَى هَذهِ النعمة قال الله تعالى :(ولئن شكرتم لأَزيدَنّكُمْ)

وضدّ الزّيادةِ النّقصَانِ يعْنِي إن لمْ نشْكُرْ الله على النّعَمِ ستَتنَاقَصْ فيجبُ علينَا الشّكرُ علَى هذِهِ النّعمَةِ لأنهَا ربّما تزولُ ،

وإن كُنتَ في ابْتلاءٍ أو أصابَكَ منَ الهَمّ أو وقَعتْ في مشْكلةٍ فَاصبرْ عَلى هَذا الإبتِلاءِ لأنهُ سوفَ يمضِي ويصبحَ منَ المواقفِ الّتِي سَاهمتْ فِي تقْويةِ شخصيّةِ المرْءِ وقالَ تعالى (وَبَشّرِ الصّابِرِينَ)

إن الوَقْتَ سيَمضِي فكنْ مِمّن بَشّرهمُ الرّسولُ صلّى الله عليْهِ وسَلّم💎💎

أحيانًا عندمَا نريدُ مصلحةٍ منْ أشخاصٍ نّثقُ بهم مثلاً ونحنُ نعلمُ أنّهمْ قادِرونَ على فعْلهَا نَثِقُ فِيهِمْ وفي نجاحِ مُرادنَا ثِقةً عمياءَ ونعلمُ أنهمْ سيُحَقّقُونَ لنَا ماطَلبناهُ ، فكيفَ إذَا طلبْنَا منَ اللهِ ذلكَ ،

اللهُ الّذِي لمْ يَتركِ الدّيدانَ فِي باطنِ الأرْضِ ولاَ الْحِيتانَ في قاعِ الْبَحرِ هَمَلاً،

فكيفَ بمَخلوقٍ ميّزهُ عن كُلّ مَخلُوقَاتِه💎💎..