الوصية بالتوحيد تعلُّمًا وتعليما ودعوة .
كلما نظر المسلم في الآيات المبينة لحقيقة التوحيد والشرك وتأمَّلها وقلَّبها في نظره واستعان على ذلك بكتب التفاسير السَّلفية وأعظمها تفسير ابن جرير رحمه الله تعالى ازداد فهما ورسوخا وضبطا لأصل الدين ، فاللهُ سبحانه وتعالى تكفَّل ببيان التوحيد وضده الشرك في كتابه العزيز ولم يُحوِج خلقه إلى ذلك ؛ لأن الأمر به والنهي عن ضده لأجله خلقَ الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب ، فأمرٌ هذه أهميته وعظمتُه حقيقٌ أن يعتني الله تعالى به ويُجلِّيه لعباده على أتمِّ بيان .
وإنَّ مما يزيد فهما وضبطا لهذا الأمر العظيم القراءة في كتب العلماء الصادقين الذين اهتموا بأصل الدين وحملوا على عاتقهم همَّ تبليغه إلى عامة الخلق ؛ وأبرزهم في العصور المتأخرة أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله ورضي عنهم ، فقد أبدوا وأعادوا في التصنيف فيه والتحذير من ضده واستنباط الدرر والفوائد من الكتاب والسنة في تقريره والرد على شبهات المشركين المندِّدين .
وأبرز هذه الكتب ما ألفه الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كـ «كتاب التوحيد» و «كشف الشبهات» و « ثلاثة الأصول » ، و ما صنفه أبناؤه وأحفاده وأغلبها موجود في الموسوعات التوحيدية كـ « الدرر السنية في الأجوبة النجدية » و « مجموعة الرسائل والمسائل النجدية » وكتب الردود على أئمة الشرك .
هذا الباب العظيم يجب على المسلم أن يُولِيه أهمية بالغة ويُكثر من الدندنة حوله لشدة الغربة فيه وتنكُّب أكثر الخلق عنه فيتعلَّمه ويُعلِّمه ، ويدرسه ويتدارسه ، ويُبلِّغه للناس حتى يصير عَلمًا عليه مشهورا به ، فإن هذا من أوجب الواجبات في أزمنة الغربة وفشو الشرك ، فهذه وظيفة أنبياء الله ورسله التي أخذت كلَّ وقتهم وجهدهم ، ولا يلتفت إلى الناعقين المُخذِّلين القائلين : " ما عندكم إلا التوحيد!! .. التوحيد فهمناه!! " .
أبو بكر الأثري