كم أحب للمجاهدين في الشام أن يغلقوا هواتفهم ليقطعوها عن سماع ما يأتيهم من الخارج من كلام وخصومات، فهم من يعيش الحدث، وهم من سيدفع ثمن مواقفهم، إذ أغلب ما يأتي من الخارج -إلا ما رحم الله- حشرجات نفوس، وخصومات أهواء، ودعوات عنترية، والحال اليوم لا يحتمل هذه الكلمات، فالبلاء عظيم، وكل أخ عندك هناك هو درعك وسندك، وهو الذي يفديك وتفديه، فألقوا عن أنفسكم غبار الشرور، وكلمات التفريق، ودعوات الشر، والتقوا على كلمة واحدة:
رَكْضًا إِلَى الله بِغَيْرِ زَادِ * إِلاَّ الْتُّقَى وَعَمَلَ المَعَادِ
وَالْصَّبْرَ فِي اللَّهِ عَلَى الْجِهَادِ * إِنَّ الْتُّقَى مِنْ أَعْظَمِ الْسَّدَادِ
وَخَيْرُ مَا قَادَ إِلَى الرَّشَادِ * وكُلُّ حَيٍّ فَإِلَى نَفَادِ
هذا دينكم، وهذه مواقفكم، وأنتم خيار أهل الأرض، بل عمد الإيمان فيها، فلا تشغلوا أنفسكم إلا بتقوى الله، وبحب المؤمنين، واطردوا عنكم الشر والشيطان، واعلموا أن شر أعمال الشيطان بينكم هو التفرقة، وإشاعة السوء.
لتجمعكم التقوى، والحب في الله قبل أن تجمعكم الشهادة، فتأتون يوم القيامة أخوة في الله على منابر من نور، تحت ظل الله، يوم لا ظل إلا ظله.
اللهم اجمع قلوبهم، وسدد رأيهم وقولهم، وأبعد عنهم كيد الشيطان وجنده، وخذ بنواصيهم إليك أحبة فيك، واحشرني معهم لحبي لهم.
آمين.