مشروع التحصيل الشرعي


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


Similar channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


من نفائس الإمام ابن تيمية في ردّه على البكري في كتاب الاستغاثة :
(( وكلام الله و رسوله و كلام العلماء مملوء بما يفهم الناس منه معنى فاسدا
فكان العيبُ في فهم الفاهم لا في كلام المتكلم الذي يخاطب جنس الناس
كالمصنف لكتاب أو الخطيب على المنبر ونحو هؤلاء
فإن هؤلاء لا يُكلَّفون أن يأتوا بعبارة لا يفهم منها مستمعٌ ما معنى ناقصا ' فإن ذلك لا يكون إلا إذا عَلم مقدار فهم كل من يسمع كلامه ويقرأ كتابه وهذا ليس في طاقة بشر
و اللهُ تعالى ما أرسل رسولا إلا بلسان قومه ليبين لهم
فما يُمكن بيان الرسول إلا على طريقة اللغة المعروفة وإن وقع خطأ في فهم بعض الناس
والله تعالى أنزل كتابه بلسان العرب وهو لابد أن ينزله بلسان من الألسنة، و أكملُ الألسنة لسان العرب و أكمل البلاغة بلاغة القرآن باتفاق أهل العلم بذلك
وقد غلط في كثير من فهم القرآن من لا يحصيه إلا الله تعالى
حتى في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهم ))
ثم ذكر أمثلة


#هذه نصيحتي للشباب الذين يدخلون في مناقشات مع مَن يستهزئ بالإسلام و شرائعه..

أقولُ : من التفسيرات العظيمة
و تصلح كمنهج لك في التعامل مع أي مُعانِدٍ حاقدٍ علمانيًا كان أو مُلحدا أو نحوه مِن الناس المتغاظة المخنوقة المفقوعة من شرائع الإسلام،أو من تصرُّفات أهل الاستقامة الشرعيّة..

مختصر المنهج معهم: اخبطو دماغكم في الحيط ،موتوا بغيظكم ،ولّعو في نفسكم..
قال الله تعالى للحاسدين ( المتغاظين) من النبي صلى الله عليه وسلم :
(( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ))
يعني بالبلدي:
يعلّق حبل في سقف بيته و يشنق نفسه يمكن يُذهب غيظَه

لذلك أقول للشباب المسلم الذي يدخل في مناظرات و مناقشات:

المُلحد و الفاجر و الكافر الذي يستهزئ و يسخر و يسُب الإسلام ،أو شعائره أو يسخر من نبيّه صلى الله عليه و سلم أو صحابته الكرام
أو يستهزئ بالمؤمنين و يصفهم بالجهل و الغباء و السفاهة لأنهم دخلوا في دين الإسلام
و الذين لا يسألون سؤال المُسترشد المُستَبيِن في مثل هذه القضايا =
أمثالُ هؤلاء الكفرة الفجرة الفسقة لا يجوز الرّفق معهم في الحديث ،بل ليس لهم إلا التسفيه و الشّدة و الإغاظة ، و وصفُهم بما يستحقون من صفات مثل الكفر،الفسق،الفجور،الجهل،الضلال،السفاهة ،و الإفساد..و نحو ذلك..
و مَن ظنّ أنّ أمثال هؤلاء لا يجوز مخاطبتهم بمثل هذا،و يجب الرّفق معهم فقد خلّط ..وجهِل
#إنما أُمرنا بالرّفق و اللّين حيث يكون المناظرة و النقاش و البحث و الدعوة
أمّا الرّد على سخرية و سَب و شتم هؤلاء،و تسفيههم للمؤمنين فلا يكون بالرّفق أو التوقير لهم ألبتة ،بل بوصفهم بما يستحقّون ..
و قد ظن كثير من الدّعاة المتأثرين بالخطاب العلماني و الحداثي أنّ سبّ هؤلاء و سخريتهم تُقابَلُ بالرّفق و اللين و التوقير لهم ،حتى لا نُنفّرهم عن الإسلام !!!
و هذا باطلٌ
و قد انتصر الله تعالى للمؤمنين الذين وصفهم المنافقون و الكفار بالسفهاء ،و قالوا: (( أنؤمن كما آمن السفهاء))
فقال تعالى ردّا عليهم (( ألا إنهم هم السُّفهاء و لكن لا يعلمون ))
و قال (( ألا إنهم هم المفسدون ))
و قال (( سيقول السفهاء من الناس ما ولّاهم عن قبلتهم ))
و قال في أمثالهم مُبيّنا لنبيّه عدم استحقاق هؤلاء للاهتمام: (( أمّا من استغنى فأنت له تصدّى،و ما عليك ألّا يزكّى ))؟!
و أُمر موسى و أخوه بالّين مع فرعون أولا ثم لمّا تبيّن عناده قال له موسى (( إنّي لأظُنّك يا فرعون مثبورا )) يعني : هالكًا..
وفي الجملة:
(( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ))
و هذا عام كثير في الوحي و سيرة النبي الكريم و الصحابة و أئمة العلم
لا يُوقّرون من ظهرت عداوته و لا يرفقون بمن يسخر من الإسلام و شعائره و نبيّه و صحابته ..
فمثل هؤلاء الفجرة الكفرة الفسقة المُستخفّين لا يطلبون هدى و لا يسبينون ،بل اتخذوا دينهم هزوا و لعبا ،و يفرح الواحد منهم بأن تُناقشه و يُعجبه أن تلهث وراءه طلبا لإقناعه ،ثم بعد أن تبقى معه ساعات ،تذكر حُججا و بيّنات يهزّ رأسه : لم أقتنع !!
و قد حذّر الله نبيّه أن يستخفّه هؤلاء،و حذّره أن يكون من الجاهلين الذين يضحك عليهم هؤلاء المعاندون (( فلا تكوننّ من الجاهلين ))
و أمره ألّا يُذهِب نفسه عليهم حسرات ..لا يستحقّون ..
# إنما تُقبِل ،و تسعى لنفع و إرشاد و إقناع من تراه طالبا الهدى و الرشاد ،جادًّا في طلبه ،فهؤلاء حقٌ عليك أن تبذل لهم ،و أن تُريد الهدى لهم و تحرص عليهم و تدعو لهم
أمّا من ذكّرتُهم أولاً فليس لهم إلا المقابلة بوصفهم الأوصاف الشرعيّة اللائقة بهم و التشديد و التضييق عليهم ..
فلا تُضع ثانية من عمرك مع هذه أصناف
و في مثل ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله :
((ما ذكرتُم من لين الكلام والمخاطبة بالتي هي أحسن: فأنتم تعلمون أني من أكثر الناس استعمالا لهذا
#لكن كل شيء في موضعه حسن
وحيث أمر الله ورسوله بالإغلاظ على المتكلم لبغيه وعدوانه على الكتاب والسنة: فنحن مأمورون بمقابلته، لم نكن مأمورين أن نخاطبه بالتي هي أحسن)).


إذا لم تُقدّر المسافةَ بين :
ما تُريد
و ما تملِك
=فإنّك ستُضيّع ما تملك و لن تُدرك ما تريد .


لئنْ كان الفجورُ في الخصومةِ من أخصّ صفات المنافق
فإنّ العدلَ و التقوى فيها مِن أخصّ صفات المؤمن
و أن تبقى تُحبُّ لأخيك المسلم ( الذي بينك وبينه خلافٌ أو خصومة ،والذي تُبيّنُ غلطَه و تَرُدُّ عليه )ما تحبّ لنفسك من الخير
وأنْ تجمع بين حُبّك للحق ،وحفظِك حقَّ أخيك كمسلمٍ
وأن تُخلّص نفسك من اتّباع الهوى في خصومتك و في بيان غلطه
وألّا تعتدي أو تبغي أو تستطيل
وأنْ ترجو له السلامة من الغلط ،و لا تفرح بما ينالُه من مصائب
# كلُّ هذه خصالٌ من عَزْم الأمور ،صعبةٌ على أنفسنا الضعيفةِ

ولا يُلقّاها إلا مَن جاهَد وصبر ،و صَدَق مع نفسه و حاسَبها و شدّد عليها،
وجعلَ مشهد َوُقوفِه بين يدي الله تعالى و سؤاله له:
حاجزًا بينه و بين الحرام في خصومته
(( و أمّا من خاف مقامَ ربّه ونهى النّفسَ عن الهوى فإنّ الجنة هي المأوى))


دخلَ عبدالله بن مسعود المسجدَ
فإذا قاصٌّ يُذكِّرُ النارَ و الأغلالَ
فقام ابن مسعود عند رأسه فقال:
يا مُذكِّرُ أتُقنِّطُ الناسَ؟
قال الله (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))


((ونحن - ولله الحمد - قد تبين لنا بيانًا لا يحتمل النقيض:
فسادُ الحجج المعروفة للفلاسفة والجهمية والقدرية ونحوهم التي يعارضون بها كتاب الله
وعَلمْنا بالعقل الصريح فسادَ أعظم ما يعتمدون عليه من ذلك
##وهذا - ولله الحمد - مما زادنا اللهُ به هدى وإيمانا
##فإن فساد المعارِض= مما يؤيد معرفةَ الحق ويقويه
#وكل من كان أعرف بفساد الباطل =كان أعرف بصحة الحق
ويُروي عن عمر بن الخطاب رضيالله عنه انه قال: ((إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرفالجاهلية)).

##وهذا حال كثير ممن نشأ في عافية الإسلام وما عرف ما يعارضه ليتبين له فساده= فإن لا يكون في قلبه من تعظيم الإسلام مثل ما في قلب من عرف الضدين)).
ابنُ تيمية رحمه الله


ليس الشأنُ أن تجهر بما تراه حقّا و تصبر على ما ينالُك بسببه
و إنّما الشأن- قبل ذلك - أن تكون قد اجتهدت في طلب الحق من طريقه الصحيح
حينها يكون جهدُك مأجورا و خطؤك معذورا و جهرُك محمودا.
- فإن كان يُلامُ العالمُ الساكت
فإنّ الجاهل المتكلّم أولى منه باللّوْم أحيانا كثيرة.


أنت لستَ مؤهلا لأن تكون عالمًا،أو داعية مُفوّهًّا،ولا كاتبًا مؤثرا
إمكاناتُك لا تحتمل ذلك
فلماذا تُتعب نفسَك في طلب العلم ؟لما تُصِرُّ على الاستمرار؟!
ومَن قال :
إنّ طلبي للعلم أو استمراري على تعلّم ديني و الزيادة منه مُرتَبطٌ عندي بأهليّتي لأن أكون عالمًا أو داعية أو كاتبا ؟!!
إنّي أطلبُ العلمَ لأنّه عملٌ صالح يُحبّه اللهُ و أسلُك به للجنّة خطوات
… وفقط…
فهو كباقي الأعمال الصالحة ليس لاستمراري عليه أيُّ شرط
فأنا رابحٌ على كل حال
إنها تجارةٌ لن تبور

****
أنا هنا أُجيبُ عن سؤال يدور كثيرا في ذهن بعض الطُلاب

و يُوجّهه لهم بعضُ الناس،بل رُبما يوجهه لهم بعضُ مَن يُدرّسُ لهم!
يصدّهم عن الاستمرار في الطلب،و يُعلّقه على شروط لم تكن أبدا شروطا له


تعليمُ الأطفالِ [و عموم المسلمين]الإيمانَ و إخلاصَ العبادة من خلال قصص القرآن و حديث النبي صلى الله عليه وسلم أصحّ و أعظم و أجلّ و أنفع و أبْرك من تعليمهم ذلك من خلال كتب مثل متن : الأصول الثلاثة و القواعد الأربع و كشف الشبهات و التوحيد و الطحاوية نحوها
و الربط المباشر للأطفال[ و لعامّة المسلمين] بالآيات و القصص من الوحي و فهمها و استخراج الفوائد و العِبَر و محاولة إنزال ذلك على حياتهم اليومية = كل ذلك عظيم الأثر و أنفع لهم .
و إني لأتعجّب غاية العجب من مُقررات في معاهد و كُتّاب لسِنّ أربع سنوات تدرّس لهم هذه الكتب( أو مضامينَها و ألفاظها ) بتفاصيلها بل بإشكالاتها ،و تُلزم الطلاب بحفظها و يشددون عليهم في ذلك.
و تجعل معيار تقييم التلاميذ هو مدي حفظه و ترديده لعبارات و مصطلحات كثيرٌ منها مُجملة و محدَثة لا يفهمها ،بل مُعلِّمُه نفسُه لا يفهم كثيرا منها!
و يغفلون عن التدريس و التعليم و التربية من خلال قصص الوحي
و لا مجال للمقارنة بين الطريقتين في التربية و التعليم .
أقولُ ذلك عن تجارب واقعية كثيرة .


ليس من الحكمة:
أن تُفصّل في الحديث عن كمالٍ أو نعمةٍ تعيشُها في صِحَّتِك أو ولدِك أو زوجتك أو عملِك أو مَسكنِك أو طعامِك أو غير ذلك
أمام شخصٍ فاقِدٍ لذلك الكمال و تلك النعمة
فربّما كان قد تكيّفَ مع وضْعه ،و يعيشُ لا يشعر بذلك النقص أبدا ولا يخطر بباله .
فإنّك بذلك تنكأُ الجرح فتجعله يُلاحِظ فَقْدَه، و يشعرُ بنقصه و حاجته ، و ربما يتحسّر أو يسخط ،و ربما يحسُدُك.
* فكُنْ فطِنًا ،و أبصِر موضع كلامِك من جليسِك.

لا يعني ذلك أن تُنكر نعمة الله عليك ،أو تكذب فتُظهر خلاف الواقع .
و لكن: تَذْكُرُ ذلك عند مناسبتِه إجمالا دون تفصيلٍ ،كأن تقول: نحن بخير و نعمة ،ولله الحمد ... وهكذا .


أنْ يمنّ اللهُ عليك بنفسٍ تقبلُ النصيحة و تُحبّها ،و لا تستنكف أن تُنصِت و تتعلم من غيرها و تُفيدَ منه ،بل تطلبُ ذلك و لا تستحي أن تُعلنه = فهذه نعمة تستحق الشكر
و كَم تحجبُ الأنفةُ خيراً كثيرا عن صاحبها ...و تقعُدُ به عن طلب الخير ...و هل أهلك مُخالفي الرسلِ إلّا ذلك !!
و كَم انتفع و ربحَ من يطلبُ الخير و لا يستنكف..
#و مهما بلغ الشخصُ من علم و معرفة و هُدى ..فما ينقصه= لا يُقارَن قطُّ بما عنده.. فكيف و كُلُّنا- و لا أستثني- ضعفاء جدا جدا من حيث العلم و العمل ..يحتاج إلى مُعينٍ و معلم و ناصح .
اطلبِ الخير و النفع و لا تستنكف..
فالناصحُ و المعلم و المرشد = كنزٌ
فاصبِر نفسك مع الذين يدعون ربَّهم… و لا تتبع الأنَفَة فتُضِلّك عن السبيل .


قصة قصيرة متكررة مع اختلاف التطبيق
شاب التزم مع جماعة التبليغ و الدعوة ،و بقى كويس و بدأ يحافظ على الصلاة و الدعوة على قد ما يعرف (مع شوية بدع خفيفة و يسيرة)
قابله شابٌ يدوبك بيعرف يفك الخط في العلم الشرعي كان سمع و قرأ إن الشيخ فلان بيقول( بالحرف الواحد): جماعة التبليغ من الفرق الضالة الهالكة النارية المتوعّدة بالنار !..و يحرم الانتماء لها
الشاب التاني راح للأول وحذّره أنه سيدخل النار إن بقي معهم .. و لم يُوجهه و لم يرشده و لم يعطه بديلا ، فقط : حذّره ،لأنه أصلا جاهل لا يعرف دينه و لا يعرف لماذا يُحذّر من الجماعة…
طبعا الشاب الأول بسيط جدا ،فقال: يا لهوي… نار… لا يا عم
الله الغني..
#الحمد لله الشابين دلوقتي صيِّع بمعنى الكلمة ..صاروا على أسوأ ما ترى و جرأة على الفواحش .
#أنت بين أمرين تجاه من هو على خير فيه دخن أو بدعة:
-إذا كنت ستنقله و توجهه إلى خير و سُنة لا دخن فيها =فحذّر و انصح بعلم و عدل و علّمه و أرشده للبديل الصحيح أو دُلّه على من يرشده
-إذا لم تستطع=فلأن يبقى في نورٍ فيه ظلمة=خير من أن يصير إلى ظلمات لا نور فيها ..
و هذا من الحكمة
يؤتي الحكمة من يشاء
و من يؤت الحكمة=فقد أوتي خيرا كثيرا..
طبعا قول شيخه: أنها نارية ..و القصة دي كلام باطل ،و لا يجوز أن يُقطع بدخول جماعة في الفرق المتوعدة في الحديث،غايتك أن تُنكر بحجة و علم و عدل..
تكرر هذا النموذج وأنا أعلمه و كان مع أصدقاء لي.
#أظن أن موضع الغلط في القصة ظاهر..


قولٌ شاذٌّ يخرجُ من داعيةٍ أو واعظٍ
يكونُ بمثابة انتعاشة و مادّة خِصبة لِلُقَطاء الفكر المُسمَّى زُورًا: (التنوير)
يُروِّجون من خلاله أفكارَ مَن هُم تَبَعٌ لهم( يعملو عليه حفلة 🎉 )
فهذه بضاعتُهم و أسلحتُهم لا يملكون غيرَها :
إنّما يُنصَرونَ و يُرزَقون بضُعفائنا


(( ومن كان كذلك (يعني يخالط الناس) =فإنه يحتاج إلى مُخالقة الناس بخلق حسن ما لا يحتاج إليه غيره مما لا حاجة للناس به ولا يخالطهم،

وكثيرا ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته = إهمال حقوق العباد بالكلية أو التقصير فيها.
والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوى عليه إلا الكمَّل من الأنبياء والصديقين))

ابن رجب الحنبلي رحمه الله
عند شرحه لحديث( خالِق الناس بخلق حسن)
من كتابه : جامع العلوم و الحكم، الذي أعُده (مع شروح ابن تيمية) نموذج رائع لشرح السُّنة أو أفضلها و أدقها و أوسعها و أكثرها فوائد ،


- حتى لو علمتَ أن مَن أحسنَ إليك لا ينتظر شكرك
فالشكر واجب ،و أثره طيب
- حتى لو علمت أن من أخطأتَ في حقه ،عفا عنك و لا ينتظر اعتذارك
يبقى الاعتذار واجبا ..و أثره طيب و يزيل ما قد تحمله النفوس..
-حتى لو كان الشخص غيرَ متكلّف معك،سهلا ،لينا،يبقى الاحترام و التقدير ..أحسن

فأنت بين :
احترام
شكر و اعتراف بالجميل
و اعتذار و طلب العفو…
#هذا أدومُ للوُد و حسن الصحبة. َ


في بيانه لأهميّة اتصال الطالب بأهل العلم الثقات المُتقين ،و أنّ ما يُكتسب من الخير في صُحبتهم و مجالستهم أغلى و أهم من مجرّد المعلومات ،و التي يُمكن أن تكون مُتوفّرة في الكتب
يقول الربيع بن سليمان الطالبُ المقرّب للإمام الشافعي رحمه الله :
(( لو رأيتموه لقُلتُم : إنّ هذه ليست كتبه
كان و اللهِ لِسانُه أكترَ من كُتبه ))


مهمٌ
أحدُ الموازين المهمّة عند تزاحم الفوائد و المنافع ،و الموازنة بينها
روى ابنُ أبي حاتم من طريق محمد بن الفضل البزاز قال : سمعت أبي يقول :
حججتُ مع أحمد بن حنبل ونزلنا في مكان واحد فلما صليتُ الصبح دُرت المسجدَ فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة ( أحد أئمة الحديث )
وكنتُ أدور مجلسا مجلسا طلبا لأحمد بن حنبل حتى وجدتُ أحمد عند شاب أعرابي وعلى رأسه جُمة فزاحمتُه حتى قعدت عند أحمد بن حنبل فقلت :
يا أبا عبد الله تركتَ ابن عيينة[ و] عنده الزهري ،وعمرو بن دينار ، وزياد بن علاقة ، والتابعون ما الله به عليم ؟{يقصد أن سفيان ابن عُيينة عنده أحاديث هؤلاء الأئمة ،و إسناده عالٍ فكيف تتركه ،و تُفوِّتُ تلك الفُرصة )؟!
فقال لي : اسكت
فإن فاتك حديثٌ بعُلو= تجده بنزول ، ولا يضرك في دينك ،ولا في عقلك .
وإن فاتك عقلُ هذا الفتى= أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة ، ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القرشي , قلت : من هذا ؟ قال : محمد بن إدريس الشافعي ))
الجرح و التعديل لابن أبي حاتم


هذا أدومُ للوُد

ما دمتُ أعلمُ أنّك بخير ،و تعلمُ أنّي بخير
فلا تُعاتبُني على قلّة السؤال،ولا أُعاتُبك
إلا لو علمتُ أنّك بحاجة إليّ وقصّرتُ معك
# ومع ذلك،فلا أحبُّ أن أُعاتب شخصا على ذلك ،ولا أُحرِجه ،بل أتغافل عن ذلك .
ومشاغلُ الدنيا و الأسرة و العمل كثيرة جدا
الناس فيها اللي مكفّيها !
وكَم يُحرَجُ الإنسانُ و يتردّد في التواصل بشخص بسبب كثرة مُعاتبته على قلّة التواصل: إنت فين يا عم،إيه مبتسألش.. خلاص.. كدا برضو؟و يتقِمص ،و ممكن يتعمّد التجاهُل أو الردّ على الرسائل!!
مع إن هو كمان لا بيسأل ولا حاجة !
الصديق الذي لا يتغافل عن مثل ذلك،بل يُبالغ فيه و يُكرّره و يجلد أصحابه به= يَتعب و يُتعِب ،و يفقِد كثيرا ممن يُحبّونه
ولا يبقى معه إلا من يقبل صُحبتَه على حَرج و ضيق
# ومع ذلك فالإنسان يحاول و يجتهد ،ولو برسالة أو اتصال سريع الاطمئنان على أصدقائه من حين لآخر .
فإذا تواصلنا بعد غيابٍ فلتكُن مُكالمة حُب و وُد و اطمئنان،وليس عتابا وجَلدًا و مُحاسبة.
# والدُّعاء لهم و لأُسرهم خيرٌ عظيم علامةُ حُب وبرهان صدق


أحد الأخطاء المركزيّة في معاهد و دورات إعداد الدُّعاة ،و التي تفرّع عنها جملةٌ من الأخطاء :
فكرة الفصل و التمييز {المُبالَغ فيه } بين معنى ( الداعية) و تكوينه ،و ( طالب العلم ) و تكوينه ،بأن الداعي ليس طالب علم فبالتالي لا يحتاج تأهيلا قويّا و لا تأصيلا ،و لا دقة في المعلومة،و لا علوم الآلة مثل : أصول الفقه،و علوم الحديث و أصول التفسير و نحوها
-و حتى ما يدرسونه من العقيدة و الفقه و السيرة و نحوها سطحي جدا لا ينشغلون فيه بتحقيق أو تفصيل ،و لا بمعرفة صور المسائل و لا أسباب الخلاف و لا الأقوال و لا أدلتها و أصولها و وجه الاستدلال منها و نحو ذلك ..
- لا ينشغلون في إعدادهم إلا في أسلوب الدعوة ،و طرق التأثير ،و جذب الانتباه ..و نحو ذلك
*أمّا مضمون ما سيدعون الناس إليه فهذا لا يعتنون به حق العناية
و نفسُ : مراحل الدراسة،و منهج التدريس أقصد: منهج ( التحفيظ و التلقين ثم التسميع ) ،و الكتب المختارة ،و المدرسين،و معيار التقييم = كلُّ ذلك لا يُعتنى به حق العناية
- فضلا عن إهمال جانب العلوم الإنسانيّة و الفكرية و فروعها
* و كذلك ( و بناءً على ما تقدّم من ظنّهم أنه غير محتاج لزيادة علم أو تأهيل،و أنّ ما تلقّاه عندهم فيه الكفاية ) :فكثير منهم بعد أن يبدأ بالدعوة و الخطابة لا يستمر في طلب العلم ،و لا يُطوّر نفسه
يعيش على نُتف يلتقطها من هنا و هناك:
بيت شعر
جُملة فصيحة
خُطبة جمعة يأخذها كما هي و يقدّم فيها و يُؤخر ،حتى يُخفي تقليده
- و بعضهم يكلم الناس منذ سنين في تلت أربع موضوعات بنفس الشواهد و الأمثلة
ليس لأنّ الناس محتاجة إليه ،فالناس ملّت منه
و لكنّ لأنه يُكسّل أن يُحضّر غيره
و كثير منهم يستنكف أن يحضر دروسا بعدما صار شيخا داعية ( و من أكثر الكلام يستثقِل السمع )

- هذا على فرض صحة طَرحه و معلوماته ،فكثير منهم ينقل منكرات و بدع ينسبها إلى الإسلام
- و لا يعتني بتحقيق ما يقول ،و لا التثبت من صحة الأدلة ،و لا يكلّف نفسه أن يراجع ولو تفسيرا أو شرحا لما يقول
* لا يشغله إلا : كيف أجذب الانتباه ،و سأرفع صوتي هنا ،و أخفضه هنا
و أنظر يمينا و شمالا ..
- و يا ليت مَن أُعُدّ مثل هذا الإعداد يقنعُ من الدعوة بما يناسب تحصيله و يكتفي به ولا يتجاوزه
فكثيرٌ منهم يُصدّر نفسه على أنه :
مُتخصّص في الفقه، و علوم القرآن العقيدة،الفرق و المذاهب ،و السياسة و الاقتصاد
و الإعجاز العلمي ..و متخصّص ردّ الشُّبهات ،و مجادلة أهل البدع و المِلل… و تفسير الأحلام… بِتاع كُلّو
و طبعا مُفتي ،و بعضهم قاضي شرعي كلمتُه مسموعة مطاعة في قومه
و لا يترك خبرا إلا و يعلق و يحكم بل و يقطع،و يرسم خُططا استراتيچية للخروج من الأزمات ( التي لم و لن يمكن أن يُحسن تصوّرها بمثل إعداده و إمكانته الضعيفة ،و مُطالعته - فضلا أن يضع لها حلولا )
و بعضهم يبغي و يستعلي بعدد الحضور عنده في الجُمعات و الدروس العامّة ،و يعيش وهْمًا كبيرا بهذا و يجعله معيار علمه و فضله !
هذه المعاهد التي تُفكّر بهذه الطريقة السطحية،و التفريق و الفصل ( المُبالَغ فيه ) في إعداد الدّعاة بين طالب العلم و الداعية
و يُسرعون في تخريج دُفعات من الدعاة بحُجّة العمل على الأرض =
هم يزرعون شَوكًا و ألغامًا على الأرض


#حينما يُجادلُ الشخصُ عن رئيسٍ أو حكومةٍ ارتكبتْ جرائم شرعيّة أو أخلاقيّة ظاهرة لا تحتملُ أدنى تأويل ! #

نبدأ مع تلك الإرشادات
قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم :
((إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا
وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا
وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا
هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً
وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثما مبينا))

حينما يُجادلُ الشخصُ عن رئيسٍ أو حكومةٍ ارتكبتْ جرائم شرعيّة أو أخلاقيّة بحُجّة :
أنّه يراها تقوم ببعض الخير أو النّفع
أو أنّ ذلك رُبّما يكون سببا في سقوطها أو حصول مفاسد أكبر
أو لمصلحةٍ شخصيّة له في سكوته عن ذلك المُنكر = فقد جمع بين جهلٍ و هوى ،و سوء ظنٍ بالله تعالى
المُنكر الشرعي و الأخلاقي :مُنكرٌ سواءٌ حصل من السيسي أو بشار أو أردوغان أو مُرسي غيره
و الاعتبارات التي تمنعُك من الاعتراف بأنّه منكر ،مثل : أنّ به خيرا،أو أنّه أقلّ شرًّا أو أنّ الوقت غير مناسب ،أو الخوف من أن يسقط بمثل ذلك و يأتي من هو أسوأ منه أو نحو ذلك = هذه حِساباتٌ و اعتباراتٌ خطأ ،و إنما ينفعُ هذا في الحكم العام على الشخص و حكومته بأنها أقلُّ شرًّا أو أكثر خيرا.
أمّا أنْ ترى مُنكرًا فتُبرّره بهذه الحُجج ،أو تحوّله إلى معروف و خيرٍ بتأويل تعلم فساده
و أنت كنتَ- ولا زِلتَ- تُنكرُ نفس تلك الأفعال -بل أقلَّ منها- و تُبالغ فيها و تُعظِّمها و تستعظمها ،و تعقد لها حلقات و تعمل عليها حفلة ،و تستمرّ أياما تُكرّرها = فهذا ظُلمٌ و كذب و جهل و هوى و غِشٌ لنفسك و لمُتابعك ولمن تُدافع عنه.
و لا يُنصَرُ بمثل ذلك بل يُضَرُّ ،و تسقطُ الحكومات سياسيّا و شرعيًّا بمثل ذلك
و كيف يُفكّر الشخصُ في إصلاح نفسه وهو يرى ماكينة التبرير و التأويل تُحوِّلُ مُنكره معروفًا ،بل تمدحُه به !
# والاعتذارُ عنهم بحُجّة: أنهم عاجزون ،أو لا يملكون القرار:
فهذا عليهم لا لهم
و إذا كان المنصبُ سيضطرّهم على فعل كل تلك الموبقات،وهم يستسلمون لها لا يُقاومونها ،بل يزيدون= فبئس المنصب
وأحدُهم لو نُوزعَ عَرشَه لَقاتَل بكلّ ما يملك،ولآخِر نَفَس،و وَاجَه العالم كلَّه في سبيل ذلك
لا يحفظُ اللهُ مُلكَ مَن يحفظ سياستَه بالدِّين
بل مَن يحفظ دينه و دِينَ رعيّته بالسياسة
# وأسخفُ من هذا كلّه أن تُسمّى أحدَهم ( خليفةً للمسلمين)
ولا أظنُّ عاقلا يقول به
# و مَن درس الوحيَ علِم أنّ الخطأ و المخالفة الشرعيّة لا يُسكَتُ عنها بمثل تلك الاعتبارات
بل هذه الاعتبارات سببٌ ادعى لبيان الخطأ و الاعتراف به،و السعي لتصحيحه
وكلُّ مَفسدةٍ يُخشى منها في ذلك= فإن مفسدة السكوت عنها أو تبريرها أو الدفاع عنها=أعظم بكثير
# ومع ذلك فالقسطَ القسط ،و أن يكون الميزانُ شرعيّا ،وليس بهوى
وتحلَّ بالحِلم و الأناة،العجلةُ من الشيطان
ولا يحملُك بُغضُك ألّا تعدِل
# و إنْ لم يكن لديك معرفةٌ بمثل ذلك أو أهليّة =فاسكُت ،و احفظ لسانك
فالصمتُ نجاة حينئذ
واللهِ هذا أسلمُ لك
و اعلم أنّك مسؤؤل بين يدي الله

لا تكتبْ ما يرضى عنك به مُتابعوك ،بل ما تراه حقّا مع فيه حُجّة

لا تفِرَّ من خصومة الناس= فتقع في خصومة الله

20 last posts shown.

2 113

subscribers
Channel statistics