🌷ذات مرة قبض أصحابُ رسول الله بالخطأ على إنسان، فإذا هو ثمامة، أحد زعماء القبائل، وقد وقع أسيراً، وكان قد قتل هذا الرجل عشرةً من أصحاب رسول الله، لكنهم ما عرفوا أنه ثمامة، جاؤوا به إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وربطوه بسارية، وخرج النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآه, قال:
((هذا ثمامة, ما وراءك يا ثمامة؟ فقال ثمامة: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تَعْفُ تَعْفُ عن شاكر، وإن تُرِدِ المال فاطلبْ منه ما تشاء, تركه النبي عليه الصلاة والسلام .
وفي اليوم التالي مرّ به النبي عليه الصلاة والسلام ثانيةً، وقال: ما وراءك يا ثمامة؟ قال: كما قلت بالأمس: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تَعْفُ تَعْفُ عن شاكر، وإن تُرِدِ المال فخذ منه ما تشاء, تركه ومر به في اليوم الثالث، لكنه أمرهم أن يأتوا له بطعام من بيت النبي، أطعموه وأكرموه .
في اليوم الثالث، قال له: ما وراءك يا ثمامة؟ قال: إنْ تَعْفُ تَعْفُ عن شاكر، وإنْ تُرِدِ المال فاطلب منه ما تشاء, قال: أطلقوا سراحه .
أطلق أصحاب النبي سراح ثمامة، فخرج بعيداً، وعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جمع من أصحابه، وقال: يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله, وأنك رسول الله، واللهِ يا محمد، ما كان وجهٌ أبغض إليَّ من وجهك، والآن ما وجه أحَبّ إليَّ من وجهك, وما كان دين أبغض إليّ من دينك، والآن ما دين أحَبّ إليّ من دينك, وما كان قوم أبغض إليّ من قومك، والآن ما قوم أَحبّ إليّ من قومك، ثم أسلم))
كان عليه الصلاة والسلام عنده قوة تأثير، عنده حبٌّ للناس، حبٌّ للإنسان، حيث لو نظر إلى عدوه اللَّدُود لَقَلَبَهُ إنسانًا آخر محباً .
☜ علوم النابلسي ☞
@Nabulsi2