ومرّةً أخرى:
(حتى لا تُخْدَع أيها السلفي)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد؛
فمما هو مقرَّر عند فضلاء السلفيين: أن الإخوان هم أساس الشر في هذه السنوات منذ أقاموا ثوراتهم البائرة ، وأنهم في هذه الأحداث ازدادوا توغُّلاً في المكر والخيانة بمناصرتهم للروافض وتمكين الجماعات التكفيرية المتفرخة من فكرهم ، وبتمرُّدهم على التحالف العربي ، فلهذا كان المقام يقتضي تكرار التحذير منهم والتذكير بخياناتهم وانحرافاتهم.
ونحن لا نريد أن يمس علماءنا من الضرر نظير ما أصابهم في قضية ليبيا ، بل سنصبر ونتحمَّل ما نسمعه من الاتهام عند تحذيرنا من الإخوان وفضحهم والفرح بهزيمتهم وكسر شوكتهم ، ومناصرة التحالف في هذه القضية ما استطعنا ، ومن غير مزايدة على أحد!
وللقارئ المنصف أن يتساءل مع نفسه:
هل أحد من كبار العلماء أفتى بأن الخوض في هذه القضية -ولو بالتحذير من الإخوان وبيان خياناتهم- يعتبر من الفتنة والتحريض على الفتنة؟!
وبأي حجة تُكرَّر شبهات المخذِّلة اليوم؟!
ثم هاهنا حقائق مهمة ينبغي التذكير بها:
الحقيقة الأولى: أن هذا الجيش المُعْتدي يقوده الإخوان المفلسون ، بدليل:
أ- انخراط الجماعات الإخوانية في تأييد هذا الجيش بما فيهم الإصلاح ، والسرورية ، والدواعش ، والقاعدة.
ب- فتاوى مشايخ الإخوان بتأييده ، كما في بيانهم الجماعي الذي انتشر عنهم في ذلك.
ج- أن جميع وسائل الإعلام المؤيدة للإخوان تناصر هذا الجيش بتعصب مستميت ، ومنه: الإعلام القطري والتركي ، ولن تجد فرداً من إعلاميي الإخوان يستنكر عدوان هذا الجيش.
د- مخالفة هذا الجيش لاتفاق الرياض الذي وافق عليه الرئيس الشرعي ، ومن أشهر بنوده: توحيد الجهود لتحرير العاصمة صنعاء.
الحقيقة الثانية: ما عرف عنهم من مناصرة الروافض وتسليم مواقعهم لهم بدون أي قتال يذكر ، فهم والروافض أعوان وأنصار ، وقضيتهم صارت واحدة.
الحقيقة الثالثة: أنهم ضمُّوا معهم الجماعات التكفيرية الخارجية المتفرخة من فكرهم من الدواعش والقاعدة.
الحقيقة الرابعة: أنهم متمرِّدون على التحالف العربي في قضية الرافضة تمرُّداً ظاهراً ، واتضح ذلك جليّاً برفضهم تنفيذ اتفاق الرياض الذي كان بموافقة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور -وفقه الله-.
الحقيقة الخامسة: أنهم يسعون في عقْد تحالفٍ خائن بقيادة الأتراك الخبثاء.
ولا يستطيع أحد -كائناً من كان- أن يجيب على هذه الحقائق الدامغة بجواب صحيح!
ولا شك أن العاقل الناصح لنفسه إذا استحضر هذه الحقائق فإنه يتوقّف ويلْزم الصمت -على الأقل- ، لا أن يتضجَّر من الكلام في الإخوان والتذكير بخياناتهم والفرح بكسر شوكتهم، ثم ينشر دعاوى المخذِّلة محاولاً إقناع نفسه ومن حوله بأن القضية فتنة لا يجوز الخوض فيها بأي حال!
وأما تدخُّل بعض أصحاب الورع البارد والرأي الجامد ونَصْب أنفسهم حُكّاماً على الفضلاء في هذه القضايا؛ فليس بغريب.
وإنما الغريب تدخُّل من ظهر منه التمييع في طريقته ، فصار يستغل هذه الفرصة وينشر أساليبه في التمييع ، وهو معروف بصفاته وفي لَحْن أقواله ، مهما حاول أن يختفي!
فليُتنبّه لهذا.
نسأل الله البصيرة والثبات ، ونعوذ بالله من الفتن.
كتبه:
أحمد بن سليمان بادخن
١٠ شوال ١٤٤١ هجري
https://t.me/badokhon2